الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              ( وتحل نعامة ) إجماعا ( وكركي وبط ) [ ص: 382 ] قال الدميري هو الإوز الذي لا يطير ( وإوز ) بكسر ففتح وقد تحذف همزته ( ودجاج ) بتثليث أوله في الذكر والأنثى والفتح أفصح لطيبها كسائر طيور الماء إلا اللقلق ( وحمام وهو كل ما عب ) أي شرب الماء بلا تنفس ومص وفي القاموس العب شرب الماء أو الجرع أو تتابعه ( وهدر ) أي رجع صوته وغرد وذكره تأكيد وإلا فهو لازم للأول ومن ثم اقتصر في الروضة في موضع على عب وزعم أنهما متلازمان فيه نظر إذ النغر من العصافير يعب ولا يهدر ( وما على شكل عصفور ) بضم أوله أفصح من فتحه

                                                                                                                              ( وإن اختلف لونه ونوعه كعندليب ) وهو الهزار ( وصعوة ) بمهملتين مفتوحة فساكنة وهو عصفور أحمر الرأس ( وزرزور ) بضم أوله لأنها من الطيبات ( لا خطاف ) للنهي عن قتله في مرسل اعتضد بقول صحابي وهو الخفاش عند اللغويين وفرق بينهما المصنف في تهذيبه بأن الأول عرفا طائر أسود الظهر أبيض البطن أي وهو المسمى الآن بعصفور الجنة لأنه لم يأكل من قوت الدنيا شيئا والثاني طائر صغير لا ريش له يشبه الفأرة يطير بين المغرب والعشاء [ ص: 383 ] واعترض جزمهما بحرمته هنا بجزمهما بأن فيه القيمة على المحرم فإن ذلك يستلزم حل أكله ويجاب بمنع هذا الاستلزام إذا المتولد مما يحل ويحرم حرام مع وجوب الجزاء فيه فلعل الخفاش عندهما من هذا فتأمله فإن المتأخرين كادوا أن يطبقوا على تغليطهما وليس كذلك

                                                                                                                              ( ونمل ونحل ) لصحة النهي عن قتلهما وحملوه على النمل السليماني وهو الكبير إذ لا أذى فيه بخلاف الصغير للأذاة فيحل قتله بل وحرقه إن لم يندفع إلا به كالقمل ( وذباب ) بضم أوله ( وحشرات ) وهي صغار دواب الأرض ( كخنفسا ) بضم أوله فثالثه مع القصر أو المد أو بفتحه والمد ( ودود ) منفرد لما مر فيه في الصيد والذبائح ووزغ بأنواعها وذوات سموم وإبر والصرارة وذلك لاستخباثها نعم يحل منها نحو يربوع ووبر وأم حبين وقنفذ وبنت عرس وضب .

                                                                                                                              ( تنبيه )

                                                                                                                              استدل الرافعي لتحريم الوزغ بأنه نهي عن قتلها وهو سبق قلم بلا شك فقد روى مسلم أن من قتلها في أول ضربة كتب له مائة حسنة وفي الثانية دون ذلك وفي الثالثة دون ذلك وفي ذلك حض أي حض على قتلها قيل لأنها كانت تنفخ النار على إبراهيم صلى الله على نبينا وعليه وسلم

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              حاشية ابن قاسم

                                                                                                                              [ ص: 382 ] قوله : إذ النغر من العصافير يعب ولا يهدر ) انظر هذا مع قوله هو لازم للأول إلا أن يكون ذاك منقوله وهذا مختاره



                                                                                                                              حاشية الشرواني

                                                                                                                              ( قول المتن وتحل نعامة إلخ ) وكذا الحبارى طائر معروف شديد الطيران والشقراق بفتح المعجمة وكسرها مع كسر القاف وتشديد الراء وبكسرها مع إسكان القاف وتخفيف الراء ويقال له الشرقراق وهو طائر أخضر على قدر الحمام روض مع شرحه ونهاية ( قول المتن وكركي ) على وزن دردي بشد الياء ( قول المتن وبط ) بفتح أوله . ا هـ مغني ( قوله [ ص: 382 ] قال الدميري ) عبارة المغني تنبيه عطفه أي الإوز على البط يقتضي تغايرهما وفسر الجوهري وغيره الإوز بالبط وقال الدميري إلخ ( قوله بتثليث أوله إلخ ) عبارة المغني وهو بتثليث أوله والفتح أفصح يقع على الذكر والأنثى والواحدة دجاجة وليست الهاء للتأنيث وحله بالإجماع سواء أنيسه ووحشيه ؛ ولأنه صلى الله عليه وسلم أكله رواه الشيخان . ا هـ وعبارة ع ش قال الشامي في سيرته روى الشيخان عن أبي موسى الأشعري قال { رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل لحم دجاج } وروى أبو الحسن بن الضحاك عن ابن عمر قال { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يأكل لحم الدجاج حبسه ثلاثة أيام } . ا هـ .

                                                                                                                              ( قوله كسائر طيور الماء إلخ ) المناسب تقديمه على قول المصنف ودجاج كما في النهاية والمغني .

                                                                                                                              ( قوله إلا اللقلق ) وهو طائر طويل العنق يأكل الحبات ويصف فلا يحل لاستخباثه ولقول المصنف والأصح حل غراب زرع مع تفسير الشارح ياه بالأسود الصغير ( قول المتن وحمام إلخ ) ويحل الورشان وهو بفتح الواو والراء ذكر القمري وقيل طائر متولد بين الفاختة والحمامة وتحل القطا جمع قطاة وهو طائر معروف والحجل بفتح الأولين جمع حجلة وهي طائر على قدر الحمام كالقطا أحمر المنقار والرجلين ويسمى دجاج البر وهذه الثلاثة قال في الروضة إنها أدرجت في الحمام مغني وروض مع شرحه عبارة النهاية ودخل في كلامه القمري والدبسي واليمام والفواخت والقطا والحجل ا هـ

                                                                                                                              ( قوله بلا تنفس ومص ) أي بأن شرب جرعة بعد جرعة من غير مص ا هـ مغني ( قوله أي رجع ) من الترجيع ( قوله وغرد ) وفي القاموس غرد الطائر كفرح وغرد تغريدا رفع صوته وطرب به . ا هـ .

                                                                                                                              ( قوله وذكره تأكيد ) إلى ومن ثم ضرب عليه في أصل المصنف ثم أصلح بما نصه وذكره من باب ذكر الخاص بعد العام ا هـ وليس هذا الإصلاح بخط المصنف ولا بخط كاتب الأصل فليحرر فإن الظاهر أنه غير متعين وعبارة النهاية موافقة لما كان سابقا من غير إصلاح . ا هـ سيد عمر ( أقول ) بل لا بد من الإصلاح وأولاه إن تزاد الواو قبيل فيه نظر فيكون حينئذ وزعم معطوفا على اقتصر فيصير دعوى التلازم مما في الروضة كما يصرح به قول المغني وجمع بينهما تبعا للمحرر وقال في الروضة إنه لا حاجة إلى وصفه بالهدر مع العب فإنهما متلازمان . ا هـ ويؤيده صنيع النهاية حيث قال بدل قوله وزعم أنهما إلخ ونظر بعضهم في دعوى ملازمتهما . ا هـ وأما أصل كلامه بلا إصلاح فيرد عليه أن قوله إذ النغر إلخ كما ينتج عدم التلازم بينهما كذلك يفيد عدم لزوم الثاني للأول ولذا قال سم ما نصه قوله يعب ولا يهدر انظر هذا مع قوله فهو لازم للأول إلا أن يكون ذلك منقوله وهذا مختاره . ا هـ ومعلوم أن عدم اللزوم مستلزم لعدم التلازم ( قول المتن كعندليب ) بفتح العين والدال المهملتين وبينهما نون وآخره موحدة بعد تحتانية . ا هـ مغني ( قوله وهو الهزار ) بفتح الهاء ا هـ رشيدي ( قول المتن وزرزور ) طائر من نوع العصفور سمي بذلك لزرزرته أي تصويته ونغر بضم النون وفتح المعجمة عصفور أحمر الأنف وبلبل بضم الباءين وكذا الحمرة بضم الحاء المهملة وتشديد الميم المفتوحة قال الرافعي ويقال : إن أهل المدينة تسمي البلبل النغر والحمرة مغني وروض مع شرحه ونهاية .

                                                                                                                              ( قول المتن لا خطاف ) عبارة المغني ولا يحل ما نهى عن قتله وهو أمور منها خطاف بضم الخاء وتشديد الطاء وجمعه خطاطيف ويسمى زوار الهند ويعرف عند الناس بعصفور الجنة ؛ لأنه زهد فيما في أيديهم من الأقوات وقال الدميري ومن عجيب أمره أن عينه تقلع فتعود ولا يفرخ في عش عتيق حتى يطينه بطين جديد والهدهد والصرد وهو بضم الصاد المهملة وفتح الراء طائر فوق العصفور أبقع ضخم الرأس والمنقار والأصابع يصيد العصافير . ا هـ بأدنى زيادة من الأسنى وكذا في الروض مع شرحه إلا قوله وقال لي والهدهد ( قوله وهو الخفاش إلخ ) عبارة المغني وظاهر كلامهما أن الخطاف والخفاش متغايران واعترضا بأن الخفاش والخطاف واحد وهو الوطواط كما قاله أهل اللغة .

                                                                                                                              وأجيب بأن كلامهما ليس باعتبار اللغة ففي تهذيب الأسماء واللغات : أن الخطاف عرفا هو طائر أسود الظهر أبيض البطن يأوي البيوت في الربيع وأما الوطواط وهو الخفاش فهو طائر صغير إلخ [ ص: 383 ] ولهذا أفردهما الفقهاء بالذكر ، وإن أطلق اللغويون اسم أحدهما على الآخر . ا هـ ( قوله واعترض جزمهما إلخ ) عبارة المغني وأما الخفاش فقطع الشيخان بتحريمه مع جزمهما في محرمات الإحرام بوجوب قيمته إذا قتله المحرم أو قتل في الحرم مع تصريحهما بأن ما لا يؤكل لا يجب ضمانه والمعتمد ما هنا . ا هـ .

                                                                                                                              ( قوله حرام مع وجوب إلخ ) المناسب لما قبله القلب بأن يقول يجب الجزاء فيه مع أنه حرام ( قوله لصحة النهي ) إلى قوله بلا شك في المغني إلا قوله فيحل إلى المتن .

                                                                                                                              ( قوله وحملوه ) أي النهي عن قتل النمل ( قول المتن كخنفساء ) وهي أنواع منها بنات وردان وحمار قبان والصرصار ، ويحرم سام أبرص وهو كبار الوزغ والعضاة وهي بالعين المهملة والضاد المعجمة دويبة أكبر من الوزع واللحكا بضم اللام وفتح الحاء المهملة دويبة كأنها سمكة ملساء مشربة بحمرة توجد في الرمل فإذا أحست بالإنسان دارت بالرمل وغاصت . ا هـ مغني ( قوله أو بفتحه ) أي ثالثه وهو الأشهر نهاية ومغني ( قول المتن ودود ) جمع دودة وجمع الجمع ديدان وهو أنواع كثيرة يدخل فيها الأرضة ودودة القز والدود الأخضر الذي يوجد على شجر الصنوبر ودود الفاكهة وتقدم حل دود الخل والفاكهة معه ا هـ مغني ( قوله وإبر ) بكسر الهمزة ا هـ رشيدي جمع إبرة أي وذوات إبر كعقرب وزنبور ( قوله والصرارة ) بفتح الصاد المهملة وتشديد الراء الصرصار ويسمى الجدجد . ا هـ أسنى وهو معطوف على خنفساء كما هو صريح صنيع المغني والروض ( قوله يحل منها ) أي الحشرات . ا هـ مغني ( قوله قيل إلخ ) وفي المشكاة عن أم شريك { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بقتل الوزغ وقال كان ينفخ على إبراهيم } متفق عليه انتهى . ا هـ سيد عمر ( قوله : لأنها كانت تنفخ النار إلخ ) أي ؛ لأن أصلها الذي تولدت هي منه كان ينفخ إلخ فثبتت الخسة لهذا الجنس إكراما لإبراهيم . ا هـ ع ش




                                                                                                                              الخدمات العلمية