الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  3971 229 - حدثنا محمد بن سعيد الخزاعي ، حدثنا زياد بن الربيع عن أبي عمران قال : نظر أنس إلى الناس يوم الجمعة ، فرأى طيالسة ، فقال : كأنهم الساعة يهود خيبر .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله : " يهود خيبر " ، ومحمد بن سعيد بن الوليد أبو بكر الخزاعي البصري ، روى عنه البخاري هنا مفردا ، وفي الجهاد مقرونا ، وليس له في البخاري إلا هذين الموضعين ، وهو ثقة من أفراد أحمد ، وزياد بكسر الزاي وتخفيف الياء آخر الحروف - ابن الربيع أبو خداش ، بكسر الخاء المعجمة وتخفيف الدال المهملة ، وفي آخره شين - اليحمدي الأزدي البصري ، وثقه أحمد وغيره ، ونقل ابن عدي عن البخاري أنه قال : فيه نظر ، وقال ابن عدي : وما أرى برواياته بأسا ، وأبو عمران هو عبد الملك بن حبيب الجوني بفتح الجيم وسكون الواو وبالنون نسبة إلى بني الجون - بطن من الأزد .

                                                                                                                                                                                  قوله : " فرأى طيالسة " أي عليهم ، وهو جمع طيلسان بفتح اللام والهاء في الجمع للعجمة ; لأنه فارسي معرب ، وقال الجوهري : والعامة تقول بكسر اللام ، قوله : " كأنهم " أي كأن هؤلاء الناس الذين رأى عليهم الطيالسة يهود خيبر ، وهذا إنكار عليهم ; لأن التشبه بهم ممنوع ، وأدنى الدرجات فيه الكراهة ، وقد روى ابن خزيمة وأبو نعيم أن أنسا قال : ما شبهت الناس اليوم في المسجد وكثرة الطيالسة إلا يهود خيبر ، وقال بعضهم : ولا يلزم من هذا كراهية لبس الطيالسة . قلت : لا نسلم ذلك لأنه إذا لم يفهم منه الكراهة فما فائدة تشبيهه إياهم باليهود في استعمالهم الطيالسة ، وقال أيضا : وقيل : إنما أنكر ألوانها ، قلت : ومن هو قائل هذا من العلماء حتى يعتمد عليه ، ومن قال : إن اليهود في ذلك الزمن كانوا يستعملون الصفر من الطيالسة أو غيرها ، ولئن سلمنا أنها [ ص: 243 ] كانت صفراء ، فلم يكن تشبيه أنس رضي الله تعالى عنه لأجل اللون ، وقد روى الطبراني عن أنس قال : كانت للنبي صلى الله تعالى عليه وسلم ملحفة مصبوغة بالورس والزعفران يدور بها على نسائه ، فإن كانت ليلة هذه رشها بالماء ، وإن كانت ليلة هذه رشها بالماء ، وقد روى الطبراني أيضا من حديث أم سلمة رضي الله تعالى عنها قالت : ربما صبغ رسول الله صلى الله عليه وسلم رداءه أو إزاره بزعفران أو ورس ، ثم يخرج فيهما .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية