الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4871 97 - حدثنا يحيى بن بكير ، قال : حدثني الليث ، عن عقيل ، عن ابن شهاب ، قال : أخبرني أنس بن مالك رضي الله عنه أنه كان ابن عشر سنين مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ، فكان أمهاتي يواظبنني على خدمة النبي صلى الله عليه وسلم ، فخدمته عشر سنين ، وتوفي النبي وأنا ابن عشرين سنة ، فكنت أعلم الناس بشأن الحجاب حين أنزل ، وكان أول ما أنزل في مبتنى رسول الله صلى الله عليه وسلم بزينب ابنة جحش ، أصبح النبي صلى الله عليه وسلم بها عروسا فدعا القوم فأصابوا من الطعام ثم خرجوا وبقي رهط منهم عند النبي صلى الله عليه وسلم فأطالوا المكث ، فقام النبي صلى الله عليه وسلم فخرج وخرجت معه لكي يخرجوا فمشى النبي صلى الله عليه وسلم ومشيت حتى جاء عتبة حجرة عائشة ثم ظن أنهم خرجوا فرجع ورجعت معه حتى إذا دخل على زينب فإذا هم جلوس لم يقوموا ، فرجع النبي صلى الله عليه وسلم ورجعت معه حتى إذا بلغ عتبة حجرة عائشة وظن أنهم خرجوا فرجع ورجعت معه فإذا هم قد خرجوا ، فضرب النبي صلى الله عليه وسلم بيني وبينه بالستر وأنزل الحجاب .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله : ( فدعا القوم فأصابوا من الطعام ) ; لأن الطعام كان للوليمة ولكن المطابقة من هذه الحيثية فقط ، لأنه ليس فيه ذكر لفظ حق كما ذكرنا ، والحديث عن أنس قد مضى في باب الهدية للعروس عن قريب .

                                                                                                                                                                                  قوله : ( مقدم رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ) بالنصب على الظرف أي زمان قدومه ، قوله : ( فكان أمهاتي ) ويروى : كن أمهاتي ، من قبيل " أكلوني البراغيث " ، والأصل : وكانت أمهاتي ، وأراد بأمهاته أمه وأخواتها يعني خالات أنس ، قوله : ( يواظبنني ) من المواظبة على الشيء وهو الاستمرار عليه ، وفي رواية الكشميهني : يواطئنني ، من المواطأة بالطاء المهملة وهي وطأت نفسي على الشيء إذا رعيته وحرصت عليه ، قوله : ( في مبتنى ) أي زمان ابتناء رسول الله صلى الله عليه وسلم بزينب بنت جحش ووقت دخوله عليها ، قوله : ( وبقي رهط ) وفي رواية باب الهدية للعروس : نفر بدل رهط ، وقال ابن الأثير : النفر رهط الإنسان وعشيرته ، وهو اسم جمع يقع على جماعة الرجال خاصة ما بين الثلاثة إلى العشرة ولا واحد له من لفظه ، وقال : الرهط عشيرة [ ص: 154 ] الرجل وأهله ، والرهط من الرجال ما دون العشرة ، وقيل : إلى الأربعين ولا يكون فيهم امرأة ، ولا واحد له من لفظه ، قوله : ( وأنزل الحجاب ) وهو قوله تعالى : يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي الآية .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية