السؤال
السلام عليكم
أنا بعمر ٢٦سنة، تعرفت على شاب يعيش في بلد آخر، عن طريق بعض الناس القريبين، والهدف من التعارف كان لأجل الزواج، وتكلمنا مرتين عن طريق رسائل، وكان الكلام عبارة عن شخصياتنا ومتطلباتنا للزواج، وكنا متوافقين جدا.
عائلتي طبيعتهم صعبة جدا، وكون الشاب من عرق مختلف، مع أنه مسلم، فلن يقبلوا به، وإذا كان هناك أمل بأن تقبل به عائلتي، فإن ذلك ليس بالوقت المناسب أبدا.
أخبرت الشاب عن الوضع، وهو كان متفهما جدا، وقطعنا التواصل، وهو أيضا لا يريد أن يدخل في أمر نهايته ليست واضحة، وخشيت أن تتكون عندنا مشاعر، ويكون الفراق أصعب عندما ترفض العائلة، وخوفا من أن نقع في أمر حرام، بدون أي وعود، كل واحد في طريقه.
تعلقت به جدا؛ لأنه كان كل شيء أردته في شريكي، لقد كان لدي طلبات زواج قبل، ولكن هو كان مختلفا جدا، وكان عنده الصفات الذي أريدها في شريك الحياة.
لا أعرف ماذا أفعل؟ التفكير فيه يعذبني، أدعو الله أن يوصل طريقنا مرة أخرى إذا كان خيرا لي، وكل يوم يزداد تعلقي به، وتمنياتي أن يكون نصيبي أكثر وأكثر، وهذا الأمر يضعني في حيرة كبيرة إن كان ما فعلته من قطع التواصل أمرا صحيحا!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به، وبخصوص ما تفضلت به فإننا نجيبك من خلال ما يلي:
أولا: العين ترى غير المقدور عليه بما ليس عليه، والشاب الذي حدثته مرتين أو أكثر لا يمكن البتة الحكم عليه، ولا معرفة إيجابياته من سلبياته، ولا معرفة صدقه من كذبه، ولا معرفة دوام ثباته من عدمه، وتلك الأمور لا تظهر إلا مع طول العشرة، وهذا ما لم يكن قائما.
ثانيا: الشيطان لا بد أن يجد في هذه الومضة العابرة أرضا خصبة لتحزينك، ولذلك كل تضخيم في شأن من لم تعرفي يقينا هو من الشيطان، ولن يسلمك الشيطان إلا إذا آمنت بصدق بأن الزوج الذي قدره الله لك هو الخير لك لا محالة، والحرص على من لم يكتبه الله لن يجعل منه زوجا لك، وعليه فإن كان هذا في علم الله زوجا لك فسيقدر الله الأسباب وسيأتي، وإن كان في علم الله ليس زوجك، فلو بلغ حرصك معه عنان السماء لن يكون، هذا -أختنا- يطمئنك ويهدئ روعك.
ثالثا: قد أحسنت بقطع علاقتك به، وهذا هو الخير، والحمد لله، ولكنا كنا نود عن طريق قريباتك اللاتي أوصلنك به أن يجعلنه يعمد إلى محاولة التقدم من دون الحديث معك، فإن وافق الأهل فالحمد لله، وإن رفض الأهل فالحمد لله، والتعلق به لم يزل في بدايته، وهذا أعون على نسيانه.
رابعا: إن وافق الأهل فلا يجب عليك الموافقة إلا بعد التأكد عن طريق أهلك من مجمل صفاته، وأن يكون ذلك مع الاستخارة، وأن يكون الدين والخلق هما المعيار الأصلي للقبول من العدم.
ثقي -أختنا- أن أقدار الله لك هي الخير لا محالة، وأن ما كتبه الله لك هو النجاة لا غير، فاستعيني بالله عز وجل، وتذكري أن الشيطان يضخم ما لا نملك، أملا في تحزيننا، وأن ما ذكرته من صفات فيه قد لا تكون على الحقيقة فيه، فسلمي الأمر لله تسعدي.
نسأل الله أن يكتب لك الخير، وأن يسعدك، والله الموفق.