السؤال
أنا أعيش أوقات صعبة في حياتي لأني دائما أحلف وأقسم أن لا أفعل أشياء، ولكني بعد مرور الوقت أرجع وأفعلها. أنا أصلي وأصوم... والحمد لله أريد أن أتخلص من إبليس لعنه الله إن حالتي النفسية الآن مدمرة كرهت نفسي وكل شيء، أوقات أتمنى الموت لم أعد أتحكم في شخصيتي دائما أعيش في الأحلام فقط عمري 20 سنة أحس أني عجوز أتمنى أن تساعدوني أريد أن أتكلم وأحكي ما بداخلي لكن، لا يوجد أحد إني أرى الدنيا سوداء أتمنى أن تساعدوني؟ وجزاكم الله ألف خير.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فننصحك بالالتجاء إلى الله تعالى والاستعانة به في تحسين وتغيير حالتك، فإنه سبحانه يجيب دعاء من دعاه، ولا سيما إذا دعا في أوقات الاستجابة، ودعا بالاسم الأعظم ودعوة يونس عليه السلام، فقد سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يقول: اللهم إني اسألك بأني أشهد أنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، فقال صلى الله عليه وسلم: والذي نفس محمد بيده؛ لقد سأل الله باسمه الأعظم الذي إذا سئل به أعطى، وإذا دعي به أجاب. رواه أحمد.
وفي الحديث: دعوة ذي النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين؛ فإنه لم يدع بها مسلم ربه في شيء قط إلا استجاب الله له. رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي.
وأما الحلف فننصحك بعدم الإكثار منه عملا بقول الله تعالى: واحفظوا أيمانكم كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تشكرون {المائدة:89}، وبقوله تعالى: ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم أن تبروا وتتقوا وتصلحوا بين الناس والله سميع عليم {البقرة:224}، ولكن إذا كان المحلوف على تركه أمرا محرما فعليك بالعزم الصادق على تركه، ومن الوسائل المساعدة على تنفيذ تلك الوصية أن يطالع العبد ويتذكر ما في نصوص الوحيين من الترهيب من المعاصي وما ذكر في الوعيد عليها، كما نفيدك أن من في سن العشرين لا يزال في سن الشباب وعنده قابلية التغير الإيجابي، فعليه أن يصطحب صحبة صالحة تدله على الخير وتعينه عليه، ويكثر من قراءة قصص السلف وسير الأنبياء فهي تعلي الهمم وتحفز على معالي الأمور.
وأما تمني الموت فإنه لا يجوز؛ لما في حديث البخاري: لا يتمنين أحدكم الموت لضر أصابه، فإن كان لا بد فاعلا فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي. بل إن المسلم يتعين عليه الحرص على الازدياد من الخير وتمني طول العمر ليزداد من الخير، ويتوب إن كان عنده تقصير أو معصية، ففي الحديث: خير الناس من طال عمره وحسن عمله. رواه الترمذي. وفي الحديث: لا يتمنين أحدكم الموت إما محسنا فلعله أن يزداد خيرا، وأما مسيئا فلعله أن يستعتب. رواه البخاري.
وأما الأسباب المعينة على الانتصار على الشيطان فراجع فيها وفي المزيد عما ذكرنا في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 73706، 64101، 33860، 80694، 76495، 26864، 41618.
والله أعلم.