إساءة الأب إلى امرأته وأولاده هل تسوغ عقوقه ومقاطعته

0 253

السؤال

أنا فتاة سعودية أبلغ من العمر 24 وبضعة أشهر لم يرزقني الله بعد بالزوج الصالح أدرس الطب في السنة الأخيرة وأنا الكبرى لدى أسرتي المتكونة من ثلاث شقيقات وثلاثة إخوة سؤالي يتلخص بحكم بر الأب إذا كان ذا قلب حجري ولا ينفق علينا ويأخذ راتب أمي بالإكراه ويضربنا ضربا مبرحا جميعنا حتى أمي التي تحاول قدر استطاعتها كسب رضاه بل إنه لا يتوانى عن ضربي رغم أني وصلت لهذا السن لأتفه الأسباب وهذا غير الكلمات الجارحة التي يلقيها علينا وتعامله القاسي معنا وسيطرته لدرجة أنه يمنعنا من الخروج من المنزل ولا يعطينا مصروفا بل إنه يضرب أمي ضربا شديدا لدرجة أن جسدها يسود من الضرب ويشهد الله أنني أكتب هذا السؤال وأنا بجسدي عدة ضربات تلقيتها قبل يومين وقد أصبح لونها أسود من قوتها بل إنه حاول قتلي بخنقي وآثار يده على رقبتي خير شاهد بعد الله وكل هذا لأني قلت له لا تضربني فأنا الآن أصبحت كبيرة!! صدقوني إنه لا يتوانى عن أخذ أي مبلغ من المال يكون معنا حتى شقيقتي التي تصغرني حين تقدم لها أحد الشبان ودفع المهر فإنه أخذ مهرها وبعد محاولات قبل أن يعطيها شيئا منه، في بعض اللحظات أشك أنه والدي فأي قلب أب يمتلكه!!! فهل يجوز لنا مقاطعته وعدم الكلام معه علنا نسلم من شره علينا فنحن لا ولي لنا إلا الله فلا منجا إلا هو وهو ربنا أرحم الراحمين بنا، فأرجو إفادتي؟ وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شك أن ما يقوم به هذا الوالد -إن صح- من ضرب ابنته لغير مسوغ وإهانته وأخذ مالها أو مال غيرها من أخواتها مع حاجتهن إليه من الإثم، فيجب عليه أن يتوب إلى الله تعالى، وتسويغ بعض الآباء لما يقوم به من ظلم لأولاده بوجوب طاعته وبره وخطورة مخالفته وسخطه على الولد هو من قبيل الغرور الشيطاني واتباع الهوى فبر الوالدين والإحسان إليهما صحيح أنه واجب ومؤكد،وتقصير الوالد في شيء من واجباته لا يبيح عقوقه، ولكن مع ذلك على الوالد واجبات كوالد من نفقة وتربية وغير ذلك، وعليه حقوق كفرد من أفراد المسلمين كوجوب كف الأذى والبعد عن أعراض المسلمين وأموالهم. وهذه الواجبات لا تسقط عن الأب بحجة وجوب طاعته ولا بحجة أخرى، كما أن بره وطاعته لا تسقط عن الولد بوجه من الوجوه.

وعليه فيجب على أبي السائلة أن يكف عما هو فيه من أذاها والاعتداء على ممتلكات أولاده لغير مسوغ، كما يجب طاعته وبره والإحسان إليه ولو أساء ويحرم مقاطعته.. وننصح برفع الأمر إلى بعض أهل الخير والصلاح من ذوي الوجاهة والسلطة لعلهم يستطيعون وعظه وزجره عما يفعل، وللمزيد من الفائدة تراجع في ذلك الفتويين رقم: 6630، 56480.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة