السؤال
قال الله عز وجل في آية كريمة: وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها. لكن هناك مجاعات في إفريقيا وأطفال يموتون؟
قال الله عز وجل في آية كريمة: وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها. لكن هناك مجاعات في إفريقيا وأطفال يموتون؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالله تعالى كما أخبر في هذه الآية أن رزق الخلائق عليه، فقد أخبر في آيات أخرى أنه يبسط الرزق لمن يشاء، ويقدره ويضيقه على من يشاء، على ما يقتضيه علمه وحكمته سبحانه، كما قال تعالى: له مقاليد السماوات والأرض يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إنه بكل شيء عليم. {الشورى:12}. وقال: إن ربك يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إنه كان بعباده خبيرا بصيرا. {الإسراء:30}.
وقد جعل الله هذا البسط وضده من آياته التي ينتفع بها المؤمنون، فقال: أولم يروا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون. {الروم:37}. حيث يستدلون بها على كمال القدرة والحكمة، ولله تعالى در من قال:
كدر الأريب وطيب عيش الجاهل * قد أرشداك إلى حكيم كامل.
قال الطيبي: كانت الفاصلة قوله تعالى: لقوم يؤمنون. إيذانا بأنه تعالى يفعل ذلك بمحض مشيئته سبحانه، وليس الغنى بفعل العبد وجهده، ولا العدم بعجزه وتقاعده، ولا يعرف ذلك إلا من آمن بأن ذلك تقدير العزيز العليم كما قال:
كم من أريب فهم قلبه * مستكمل العقل مقل عديم.
ومن جهول مكثر ماله * ذلك تقدير العزيز العليم.
من تفسير الألوسي.
وهذه الآية من آيات الله لا ينتفع بها إلا المؤمنون فأكثر الناس عنها غافلون، كما قال تعالى: قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ولكن أكثر الناس لا يعلمون. {سـبأ:36}.
والمقصود أن تكفل الله برزق الخلق موكول إلى مشيئته سبحانه، ولذلك نص القرآن على أن إغناء الله لأحد من خلقه متعلق بمشئيته سبحانه، كما في قوله: وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء إن الله عليم حكيم. {التوبة: 28}. ولذلك قال البغوي في قوله تعالى: وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها. {هود: 6} قال: أي هو المتكفل بذلك فضلا، وهو إلى مشيئته إن شاء رزق وإن شاء لم يرزق. اهـ.
ولمزيد الفائدة يرجى الاطلاع على الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 13270، 69389، 66358.
وليعلم أن الله تعالى هو الرازق بأن يسر أسباب الرزق وسهلها ثم أمر عباده بطلبه والسعي في تحصيله، فإذا لم يفعلوا ويبذلوا جهدهم وفكرهم في ذلك فهم الملومون.
والله أعلم.