السؤال
ما هو الحل فى مسألة الفتور فى الدين التي تنتابني كل فترة، حتى أنني أجد صعوبة وثقلا فى أداء الواجبات، وليس النوافل، مع أنني والحمد لله على قدر إمكاني بعيد عن المعاصي، فالإيمان يزيد فى بعض الأحيان وينقص فى وقت آخر، وأعرف أن الإيمان هكذا يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، ومع ذلك أحس بفتور يجعلني فى حالة ملل، ولا أكاد أدخل فى الصلاة، ولا أكاد أعقل منها شيئا، وتفلت مني من القرأن ما تفلت، مع العكس فى أوقات أخرى أجد نفسي فوق السحاب من خشوع وتدبر وتفكر وذكر، ثم أنزل مرة أخرى هكذا، ولكن الرجوع مرة أخرى أجد فيه صعوبة بالغة جدا، وأنا لا أحب ذلك لأني أحس بتأنيب ضمير، وأني مقصر، وأن الله غير راض عني، وأني فعلت معصية فى وقت ما، هي سبب ذلك. أريد منكم إجابة شافية، لا أريد كلاما مكررا. رفع الله قدركم بهذا الجهد الوفير، وأثابكم خير الثواب؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن أصل الصلاح هو صلاح القلب، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ألا وإن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب. متفق عليه.
فلا يمكن أن يستقيم حال العبد حتى يستقيم قلبه، كما قال صلى الله عليه وسلم: لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه. رواه أحمد وحسنه الألباني.. ولذلك كان علاج الفتور وغيره من الآفات إنما يبدأ بإصلاح القلب وتنقيته من أمراضه، ثم مجاهدة النفس والشيطان... وقد سبق لنا بيان أسباب قسوة القلب وطرق علاجه من أمراضه، وبيان حقيقة القلب السليم والطريقة المثلى لتحصيله، وذلك في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 47474، 17323، 19176.. كما سبق لنا بيان أقوى الوسائل لمحاربة الشيطان والأسباب المعينة على التخلص من غوايته في الفتوى رقم: 29464، والفتوى رقم: 33860.
وكذلك سبق لنا بيان عوامل الفتور وكيفية علاجه، وبيان وسائل تقوية الإيمان وكيفية المحافظة على الهداية والاستقامة، وذلك في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 17666، 10800، 1208، 30035.. وراجع للمزيد من الفائدة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 95383، 43712، 27074.
وللدكتور ناصر بن سليمان العمر رسالة عن مظاهر الفتور وأسبابه وعلاجه، وللشيخ المنجد رسالة مفيدة عن ظاهرة ضعف الإيمان وكيفية علاجها. فراجعهما ففيهما خير كثير.
والله أعلم.