السؤال
أنا مقيمة في السعودية، أمي تزوجت أبي عندما كانت في الجامعة في مصر، وحملت بي، وولدتني في السعودية، وبحجة سفرهم إلى مصر مجددا لإكمال دراستهم الجامعية في مصر، تركتني عند جدي وجدتي (والد ووالدة أمي) وأخوالي، وأنا في عمر ثلاثة الأشهر، وغيروا اسمي نسبة إلى جدي، فأصبح هو والدي، وجدتي والدتي في الأوراق الرسمية، ثم أنهى والدي دراستهم الجامعية، وانتقلوا للعيش في دولة أخرى، وأنجبت ثلاثة أطفال، وتربيت أنا عند جدي وجدتي، وأنا أعلم أنهم جدي وجدتي منذ صغري، حتى توفي جدي، وأنا في الثامنة، وتوفيت جدتي وأنا في الواحدة والعشرين من عمري، ولم تأت أمي لرؤيتي سوى ثلاث أو أربع مرات؛ بحجة أن الظروف كانت صعبة جدا، وصعبت أكثر بعد وفاة جدي؛ لأنه كان الذي يصرف عليهم، ولم يصرفوا علي نهائيا، ولكني لم أحتج -ولله الحمد-، ولم أطلب منها شيئا، رغم حاجتي الشديدة لوجودها جانبي في أيامي الصعبة، ولم تكن بالأمنية الكبيرة.
تمنيت حقا لو أن أمي ربتني مع بقية إخوتي، وبكيت ليالي عدة، وأنا في أمس الحاجة لها ولأبي، رغم أنه لم يحادثني منذ أن كنت في الثانية عشرة، ولم أره منذ تسعة عشر عاما من عمري، ومع تطور الإنترنت أصبحت أمي تحادثني بين حين وحين، ولكنني لم أرها منذ أكثر من ثماني سنوات.
وأنا الآن أعيش في بيت جدي -رحمه الله- مع أخوالي وعائلاتهم، وخالي لديه ابنان وبنت؛ أكبرهم ابن في عمر الخامسة عشر عاما، وولده الآخر ما زال في الثامنة من عمره، وهم بمنزلة إخوة لي؛ لأن خالي كان يعاملني كابنة له وأكثر، وزوجته أيضا، فتربيت معهم، ويعدني أولادهم أختهم الكبيرة، وأنهيت دراستي الثانوية، وأعمل -والحمد لله-.
وأمي الآن تريدني أن أكمل دراستي الجامعية في إحدى المدن؛ بشرط إجباري على قطع إقامتي في السعودية، والخروج بشكل نهائي، وترك عائلتي هنا للعيش معها في منطقة غير آمنة وسط الغابات؛ لأنني تعودت على العيش في السعودية بأمان، وعندما رفضت، أصبحت تقول: لا تستطيعين الجلوس أكثر في بيت خالك؛ لأن أبناءه سيكبرون، وهم ليسوا محارم لك، وأنا لم أرفض ذهابي هناك إلا لخوفي من العيش في مكان غير آمن، ولم أعتد عليه؛ لكثرة المشاكل الأمنية، وضعف المعيشة، بعكس المعيشة هنا، فأستطيع توفير كل ما أحتاجه من خلال راتب عملي.
وسؤالي هو: ما حكم ما فعله أبي وأمي؟ وما حكم تغييرهم نسبي؟ وما رأيكم بقراراها؟ وهل رفضي لكلامهم يعد عقوقا؟