السؤال
والدي شخص سيئ جدا بكل ما تحمله الكلمة من معنى: سيئ أخلاقيا، ودينيا، وفي تعامله مع من حوله.
منذ أن كنا صغارا جدا كان يضربنا بالسلك إلى أن تظهر في أجسامنا خطوط زرقاء من آثار الضرب، ويتشاجر دائما مع أمي، ويضربها ضربا مبرحا، رغم أن أمي طيبة جدا لم تكن تفعل أي شيء خاطئ، ولم تشتك له أبدا من المصاريف، وترضى بالراتب، وتعرف كيف تدبر الفلوس.
وكان يطردنا دائما من الشقة عندما يتشاجر مع أمنا، ونجلس -نحن البنات الثلاث- مع أمنا وحدنا، وهو يجلس في البيت، ولا يسأل عنا.
قبل ذلك كان يسب دين إمام الجامع؛ لأنه يقول: بسم الله الرحمن الرحيم قبل أن يبدأ الأذان، ويقول: إن ذلك خطأ، وهو لا يصلي أصلا، وعند الأذان يكون نائما، أو يشاهد النت والتليفزيون.
وعندما لا يعجبه شخص في العمل، أو لا يطيع أوامره، يترصد له إلى أن يطرده من العمل، ووقف لناس كثيرين في لقمة عيشهم.
اتهم أمي بموضوع غير طيب؛ بسبب خياله المريض، وأمي دائما في حالها، ولا تنزل من البيت إلا لجلب الأكل، ولم تقطع ورد القرآن كل يوم.
لقد ظلمها كثيرا، رغم أنها كانت نعمة في حياته، إلى أن تركنا له البيت.
تراكمت أشياء كثيرة جدا، وترتب عليها كراهية كبيرة جدا له، وأصبحت أعامله بشكل غير جيد، ولا أريد أن أسمع سيرته، وحتى لو تغير فلن أستطيع أبدا أن أنسى ما فعله بنا.
أمي تقول لي: حرام عليك، ولا بد أن تكلميه، وستحاسبين على ذلك، حتى لو كان سيئا؛ لأن ربنا أمرنا أن نطيع الوالدين في كل شيء، إلا الشرك بالله، فهل هذا صحيح؟ وهل لا بد أن نعامله بطريقة حسنة حتى لو كان مقصرا في حقنا، ومعاملته غير جيدة لنا!؟