السؤال
حصلت مشكلة مع خالي، ومنذ حصول هذه المشكلة خالي لم يعد يزورنا أبدا. وكان في الأول يزورنا كثيرا -والله أعلم- كأنها أصبحت قطيعة. والمشكلة دنيوية.
المهم كلمت أمي، وقلت لها أن تكلمه من باب عدم الهجر، كلمتها ثلاث مرات، وهي تقول بمعنى كلامها: "ما عندي مشكلة أن يأتيني" مع العلم أن أمي ليست مخطئة في المشكلة، ثم قلت لها: ابدئي بالسلام عليه، من أجل عدم الهجر، يعني أقل شيء كلميه، قصدي من باب إبراء الذمة، ولكنها لم تقبل، وقالت لي: "أنا أعلم ماذا أفعل، لا تخف"
فبماذا تنصحوني أن أفعل؟ لقد قلت لأمي، ولكنها لم تقبل. هل أكلم خالي؟ وأنا أخاف إذا أصلحت بينهما وأتى خالي عندنا، أخاف أن يفتح الموضوع مرة أخرى عند أمي، وتحصل غيبة من خالي؛ لأنني مع الأسف لا أستغرب منه ذلك. فقولوا لي هل أصلح أم لا؟ أريد إجابة بنعم أو لا.
آسف جدا على الإطالة.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمما لا شك فيه أن بين أمك وبين خالك رحما، تجب صلتها، وتحرم قطيعتها، وقد جاءت نصوص الكتاب والسنة تبين عظم مكانة الرحم، وفضل صلتها وخطورة قطيعتها، ويمكن مطالعة الفتوى: 13912، والفتوى: 66800.
وقد أحسنت بسعيك في سبيل الإصلاح، فهذا عمل جليل، وقربة من أعظم القربات، وسبق أن بينا ذلك في الفتوى: 50300. ونوصيك بالاستمرار فيه، والاستعانة بالله أولا، وكثرة الدعاء والتضرع إليه أن يجري الخير على يديك.
ويمكنك أيضا الاستعانة ببعض الوجهاء من الناس، ومن ترجو أن يكون قوله مقبولا عند أمك وخالك؛ ليبينوا لهما أهمية الرحم ووجوب صلتها وحرمة قطيعتها، وأن من أهم ما يبتغي الشيطان أن يفرق بين الأحبة، كما ثبت في صحيح مسلم عن جابر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا، فيقول: ما صنعت شيئا، قال ثم يجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته، قال: فيدنيه منه ويقول: نعم أنت. وهو مترجم عليه:( باب تحريش الشيطان، وبعثه سراياه لفتنة الناس، وأن مع كل إنسان قرينا ).
وننبه إلى أن مما يبين أهمية الإصلاح، أن الشرع جاء بالترخيص في الكذب لتحقيق هذا الهدف النبيل؛ لما فيه من المصلحة الراجحة، كما أوضحنا في الفتوى: 436894.
والله أعلم.