الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل هذه الحبوب عند الشرج تدل على وجود بواسير؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ظهرت لدي حبتان صغيرتان عند فتحة الشرج، بدون ألم ولا دم، وأحيانًا مرة أو مرتين في الأسبوع أشعر بحكة، وأعتقد أنها بواسير.

فهل الثلج مفيد في علاج البواسير؟ وإن لم يكن مفيدًا، فما هو علاج البواسير، علمًا بأنها ظهرت مؤخرًا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ .. حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فعلى الأغلب، هذه بواسير شرجية، وهي تضخم في الأوردة الموجودة بمنطقة الشرج، تنقسم هذه الأوردة إلى نوعين: الأوردة الخارجية، وهي التي تقع تحت الجلد المحيط بفتحة الشرج، وعندما تتسع تتحول إلى بواسير، ويمكن أن تتدلى خارج الفتحة، وتشبه إلى حدٍّ ما دوالي الساقين، إلا أنها تحدث في قناة الشرج.

أما البواسير الداخلية، وهي الأكثر شيوعًا وانتشارًا، فتتكون داخل المستقيم، وقد يشعر بها المريض عند تدليها وخروجها من فتحة الشرج، وتتميز بأنها غالبًا ما تكون نازفة.

وتُقسَّم البواسير الداخلية حسب درجة التدلي إلى أربع درجات:
• الدرجة الأولى: تنزف البواسير دون أن تتدلى.
• الدرجة الثانية: تتدلى البواسير وتعود تلقائيًا إلى الداخل، وقد يصاحبها نزيف.
• الدرجة الثالثة: تتدلى ولا تعود تلقائيًا، بل تحتاج إلى إرجاعها يدويًا، وقد يصاحبها نزيف.
• الدرجة الرابعة: تتدلى بشكل دائم ولا تعود لا تلقائيًا ولا يدويًا.

أمَّا البواسير الخارجية، فهي تقع خارج فتحة الشرج، وغالبًا لا تنزف، ولكن قد تتخثر وتسبب ألمًا حادًا؛ مما قد يستدعي تدخلًا جراحيًا بسيطًا، وفي معظم الحالات، تفتح تلقائيًا وتلتئم، وقد تترك ندبة صغيرة أو انتفاخًا بحجم حبة الحمص، يختلف حجمه حسب طبيعة البراز والعوامل الجوية.

البواسير الخارجية غالبًا لا تسبب ألمًا أو انزعاجًا شديدًا إلا إذا تكونت جلطة دموية في الوريد وسببت التهابًا، أمَّا البواسير الداخلية فهي الأشد من حيث الألم والحكة والنزيف، وقد تخرج من فتحة الشرج وتسبب إزعاجًا كبيرًا.

ومن الأعراض الشائعة للبواسير ما يلي:
• نزيف شرجي، وقد يكون العرض الوحيد، ويؤدي في بعض الأحيان إلى فقر الدم.
• إفرازات مخاطية.
• حكة في منطقة الشرج.
• الشعور بتدلي الأوردة، خاصة أثناء أو بعد التبرز.

ومن العوامل التي تساهم في ظهور البواسير:
• الإمساك المزمن والمتكرر.
• رفع الأشياء الثقيلة بشكل متكرر.
• ضعف النظام الغذائي، خاصة نقص الألياف، والفواكه، والخضروات، وقلة شرب الماء.
• الجلوس لفترات طويلة دون حركة، كقيادة السيارة أو العمل المكتبي.
• السمنة، وقلة النشاط البدني، وعدم ممارسة الرياضة.

• الأمراض الصدرية المزمنة مثل السعال، والتدخين.
• الوقوف لفترات طويلة مما يرفع ضغط الدم في أوردة الشرج.
• الإفراط في استخدام الملينات، مما يضعف وظيفة الإخراج الطبيعية.
• الضغط الشديد أثناء التبرز، والإجهاد أثناء قضاء الحاجة، ويُفضل في ذلك استعمال الحمام العربي.

الوقاية خير من العلاج، وهي القاعدة الأساسية للتعامل مع هذا المرض، وتبدأ بتجنب الإمساك المزمن، والحرص على نظام غذائي صحي غني بالألياف.

يعتمد العلاج على نوع البواسير ودرجتها، ويشمل:
• تنظيف منطقة الشرج يوميًا بالماء والصابون، مع التجفيف الجيد.
• استخدام المراهم أو التحاميل والمسكنات الموضعية التي تخفف الاحتقان وتقلص حجم البواسير.
• استخدام الملينات عند الحاجة لتسهيل التبرز.
• التغطيس في ماء دافئ مملح لتخفيف الالتهاب.
• ممارسة الرياضة بانتظام، خصوصًا رياضة المشي.

أمَّا الثلج فيمكن استخدامه لتقليص حجم البواسير وتخفيف الألم، إذ يساعد في تقليل الالتهاب مؤقتًا.

نسأل الله لكم الصحة والعافية، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً