السؤال
السلام عليكم
لا أدري بماذا أبدأ؟! لكن أحس أني خائف من كل شيء! اقترفت ذنوباً في الماضي، وصرت إذا تذكرتها اعتصرت فؤادي ألماً وخوفاً من أن الله لن يغفر لي! وأنها ستنعكس على حياتي، وأصبحت مهموماً من كل شيء، أحمل هم حياتي المستقبلية، وهم إخوتي الاثنين الأصغر مني حيث لم يجدا وظائف، وهم أمي وأخواتي، وهم أبي الكبير في السن، وهم أخي الأكبر، وهو متزوج ويعاني من مشاكل مادية!
صرت أخاف من حياتي المستقبلية بشكل لا يجعلني أحس بالحياة، وأرى الناس حولي يعيشون وأتساءل كيف يدبرون أنفسهم؟ وكيف يعيشون؟ صرت أحمل هم أهلي وأفكر بالدنيا، وأقول: إنني لابد أن أشتغل في تجارة أو شغل، وأقول في نفسي: سأفشل؛ لأني عصيت ربي، ولن أوفق في دنيا ولا في آخرة!
أحس بالعجز عن فعل أي شيء، حتى أبسط الأمور! لا أهتم بملابسي ولا شكلي، وكلما سمعت خبراً عن شاب في مثل سني أنه أصبح في مكان مرموق، أو أنه من عائلة مقتدرة أحس بالأسى، لدرجة أني ألوم نفسي وأقول: لماذا خلقت في هذه العائلة؟!
أحياناً أفكر في الزواج، ولكني أخاف من مجرد التفكير فيه، وأقول: كيف أتزوج وأترك أهلي وحالتهم هكذا؟ وأنا العائل الوحيد لهم بعد الله تعالى، وراتب أبي التقاعدي لا يكفي!
أحس أنني مهزوز في كل حياتي، وأتذكر ماضي حياتي وأقول: ليتني ما خلقت والعياذ بالله! لا أملك صداقات أو معارف، ولا أستطيع الثبات على أمر معين في حياتي، أقاربي وحتى أخوالي أحس بأني مقصر فيهم، والإحباط من كل شيء والكسل والخمول تحيط بكل حياتي!
أحس بأني لم أقم بشيء مهم في حياتي، لقد رجعت إلى ربي سبحانه وإلى الصلاة، وإلى طاعته عز وجل، ولكن الوساوس والاضطرابات صارت تطاردني في كل شيء في حياتي، يا دكتور! بكل صراحة لم أعد أستطع مواصلة حياتي بشكل طبيعي.
أحس أحياناً بأني أصبحت كهلاً كبير السن، فمن يريد فقيراً مثلي؟ لا أملك شخصية تستطيع الحياة! بصراحة يا دكتور صرت في حال لا يعلم به إلا الله سبحانه وتعالى، وصار كل شيء في حياتي بلا قيمة.
أرجو منك مساعدتي، جزاك الله خيراً!