الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضرورة مواجهة الاكتئاب بالعزيمة والتفكير الإيجابي

السؤال

ذهبت للحج هذا العام، وأسأل الله أن يجعلنا من المقبولين، وبعد ثلاثة أيام من رجوعي من الحج نمت الساعة الثانية بعد الظهر، واستيقظت بعد صلاة العصر مفزوعة، ولا أدري ما بي! كنت خائفة ومفزوعة جداً جداً، وبدأت أقرأ على نفسي، وكنت أنتفض بشدة، ثم توالت الأيام، ومع مرور الأيام أصبحت لا أنام كثيراً، ولا أستطيع أن أدخل في النوم العميق، وأُصبت بجرثومة بالرئة، وأخذت مضاداً حيوياً، وتعبت جداً، وتعبت نفسيتي مع هذا التعب، وتعبت معدتي، وقلت شهيتي للطعام، وأحسست أن نبضات قلبي تتسارع، وأصبحت مكتئبة جداً، وأحس أن جسدي ضعيف وأني لا أقدر على عمل أي شيء؛ لأني دائماً أشعر بالخمول وصداع بالرأس، ولا زمني هذا الاكتئاب والشعور بعدم السعادة، وعدم الشعور بأي لذة من ملذات الحياة، لا أستطيع أن أكون طبيعية مع زوجي وأهلي وأولادي، مع أني كنت قبل هذا المرض اجتماعية ومرتاحة ولله الحمد.

أصبحت أخاف من الموت بشكلٍ فظيع، ومع مرور الوقت شُفيت من التهاب الرئة ولله الحمد، ولكن نفسيتي لم تتغير، وبدأت أنام، ونشاطي تحسن، وأي عضو أو ألم أحس أنه مرض خطير، وأخاف جداً، وعلاقاتي بمن حولي أصبحت جيدة جداً، وأغلب الأحيان يضيق صدري دون أي سبب، الأفكار ما زالت تراودني، وأخاف على عقيدتي، وأتساءل عن ماهية الموت، وكيف سأموت؟ وتساؤلات عديدة، مثل: لماذا الناس يبنون بيوتهم؟ ولماذا النساء يقمن بعملية الإنجاب؟ وأخاف من الحمل بشكل رهيب، من يراني من الناس لا يعتقد أن لدي هذه الأفكار.

ما هي حالتي هذه؟ وهل سأشفى تلقائياً بإذن الله؟ لأني لا أريد أن أذهب لطبيب نفسي؛ لأني أحس بتحسن بطيء في نفسيتي وأفكاري، لي الآن أربعة أشهر، أرجو إفادتي، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حسناء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،

جزاك الله خيراً على سؤالك.

كل ما ذكرتيه من أعراض نفسية تصب في خانة الاكتئاب النفسي في شخصية لديها الاستعداد لذلك الاكتئاب النفسي، ويمكن التغلب عليه بالعزيمة والتفكير الإيجابي، وعدم تأجيل الأمور، وأن تكون توقعات الإنسان في الحياة معقولة، وبما أن هنالك مكون بايولوجي هام يُساهم في حدوث الاكتئاب النفسي، وهذا المكون البايولوجي يتعلق باضطراب مادة في الدماغ تُعرف باسم سيروتونين، وربما أيضاً المادة التي تعرف باسم نور أدرانالين.

لذا نوصي لك أيضاً باستعمال أدوية نفسية فعالة وسليمة جداً بإذن الله، من أفضل هذه الأدوية عقار يُعرف باسم (إيفكسر)، وجرعة البداية هي 37.5 مليجرام يومياً لمدة أسبوعين، ثم تُرفع هذه الجرعة إلى 75 مليجرام لمدة شهر، ثم 150 مليجرام لمدة 3 أشهر، بعدها ترجعي لتناول الجرعة الوقائية، وهي 75 مليجرام لمدة 3 أشهر أخرى، وتعتبر هذه المدة كافية لحد كبير.

أرجو أن تكون لديك قناعات إيجابية لتناول هذا الدواء؛ لأن الخلل البايولوجي لا يمكن تصحيحه إلا بطريقة بيولوجية، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً