السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
في البداية، بدأت معي هذه الحالة عندما كنت في المرحلة الثانوية، كنت أشعر بالملل، وكلما بدأت المذاكرة شعرت بضيق في الصدر وملل شديد، كنت متفوقًا وأحب المواد العلمية، لكن في السنة الأخيرة من الثانوية حدث شيء غريب لم أفهمه؛ إذ ازداد شعوري بالملل والضيق، وعدم الرغبة في المذاكرة.
تفاقم هذا الشعور مع اقتراب الامتحانات، فقررت في السنة الأولى أن أتركها، ثم جاءت السنة الثانية، وازداد الأمر سوءًا؛ إذ شعرت بضيق شديد في الصدر وملل كبير، وعدم ارتياح نفسي، لدرجة أنني لم أكن أستطيع الجلوس أمام الكتاب حتى لخمس دقائق، وحتى القرآن الكريم لم أعد أستطيع قراءته، وكنت أبكي كثيرًا.
دخلت امتحان أول مادة، وكانت من المواد التي أحبها، ومع ذلك لم أستطع الإجابة، رغم أن الامتحان كان سهلًا، وخرجت من اللجنة ولم أكلم أحدًا، وبقيت يومين دون حديث مع أحد، ثم تركت الامتحانات للمرة الثانية، سألت نفسي: ما الذي أصابني؟ فأنا من المتفوقين، وبشهادة أساتذتي!
لجأت إلى بعض المشايخ، ظنًّا أن الأمر قد يكون مسًّا أو حسدًا، لكنهم أكدوا لي أنني سليم، ثم أرشدتني أختي إلى طبيب نفسي، فوصف لي دواءً اسمه (سيبرالكس 10 ملغ) وداومت عليه، وشعرت ببعض الارتياح، وبدأت أقاوم الملل والضيق، حتى إن وزني قلّ بشكل كبير، ثم دخلت الامتحان للمرة الثالثة، والحمد لله نجحت، والتحقت بجامعة الأزهر، لكن هذا الإحساس ظلّ ملازمًا لي.
نجحت بصعوبة في السنة الأولى والثانية من الكلية، وواصلت المتابعة مع طبيب التأمين الصحي، وكتب لي نفس الدواء، ثم طلبت منه تغييره؛ لأنه منتج دنماركي، فاستبدله بالبديل المصري (سيبرابرو)، ثم (اسيتا) الذي يحتوي على نفس المادة الفعالة (اسيتالوبرام) لكنني الآن لا أشعر بأي تحسن؛ ما زال ضيق الصدر والملل الشديد يلازمانني، وأجد صعوبة شديدة في الحفظ، حتى في حفظ القرآن الكريم، إضافة إلى ضعف في التركيز، وصعوبة في النوم، وكثرة التثاؤب، وعندما أستيقظ أشعر كأني لم أنم أصلًا، مع وجود صداع خفيف، يزداد عند الإكثار من المذاكرة، وعند دخول الامتحان، أجد صعوبة أحيانًا في تذكر بعض النقاط رغم أنني ذاكرتها جيدًا.
أريد حلًّا، أريد أن أكون مرتاحًا نفسيًّا، وأن أجتهد كما كنت في السابق، أعتذر على الإطالة، لكنني أردت أن أذكر كل شيء، وشكرًا لحسن إصغائكم.