السؤال
السلام عليكم.
أنا فتاة في العشرين من عمري، أعاني من الرغبة في العزلة وذلك لعدة أسباب:
أولها: أنني أراها أفضل من الخروج لمجتمع فاسد، لأني أشعر بأن كل من حولي أناس لا يهمهم سوى الأغاني والأفلام, والحديث عن الناس, وغيرها من الأمور التافهة.
ثانيها: شعوري بالنفاق, والكره عند مخالطتي لهذه الفئات من المجتمع، فمثلا أغلب صديقاتي على علاقة مع شبان فلا يتحدثون عن شيء غير الحب والرومانسية، فأضطر إلى أن أجاريهم, وأسمع لهم مع أنني ضد هذه العلاقات غير الشرعية, وإذا لم أفعل ذلك يقولون بأنني (دقة قديمة), وليس لدي مشاعر، وهناك مجموعه أخرى لا يهمهم سوى النزهات, وأحدث الأغاني والأفلام, فأسايرهم أيضا، علما بأنني أكره الخروج من المنزل, ومشاهده التلفاز, ولا أطيق سماع الأغاني, ليس تدينا ولكني لا أحب هذه الأمور, وأيضا إذا لم أفعل ذلك يقال بأنني إنسانة غريبة, وكيف أني ما زلت حية حتى الآن، وفي المقابل هناك مجموعة أشخاص ذو درجة عالية من التدين يصل إلى حد الاختناق، فأضطر أن أشعرهم بأنني مثلهم, وإلا سينظرون إلي بنظره الاحتقار, وأنني ناقصة دين، أنا لا أقصد أن أقول أنني لا أخالط الناس خشية حديثهم عني, ولكنني جربت العيش مع كل هذه الأمور فلم أشعر بالراحة, بالإضافة إلى إنني كنت أنفر الناس من حولي، لذلك قررت أن أساير الجميع, وفعلا نجح الأمر, وأشعر الآن بأنني مرغوبة منهم كلهم، ولكني لا أطيق أحدا منهم فأصبح لدي صراع داخلي, وصرت أشعر بكره كل من حولي, والضيق من مخالطة الناس, والراحة بعد ذهابهم.
والسبب الأخير: كوني الشخص المحايد طول حياتي, فعندما كنت صغيرة كنت أتنقل كثيرا من مدرسة إلى أخرى لعدة أسباب, فلا أملك الوقت الكافي للتعرف على أصدقاء حقيقين, ولكني كنت اجتماعية جدا, فأتعرف على أي أحد, فمشكلتي كانت وما زالت حتى الآن في حياتي الجامعية هي أن كل من أتعرف عليهم يكونوا على خلاف مع أشخاص آخرين من الذين تعرفت عليهم أيضا, فيتم تخييري بينهما فلا أستطيع أن أختار أحدا لأن كليهما سواء بالنسبة إلي, ومحبتي لهم متساوية, ولكني إذا جلست مع أحدهما يكون الحديث عن الأخرى, فأشعر بالضيق أكثر, حتى لو أخبرتهم بأن لا يتحدثوا عنهم أمامي, أشعر بأني أقيدهم, وأنهم لا يأخذون راحتهم في الحديث.
فهذه الأسباب هي التي جعلتني أرغب في العزلة لأنني أشعر بالراحة النفسية, وأرى أنني أستثمر وقتي جيدا سواء بالقراءة، أو الرسم، أو النوم، أو الدراسة، وأخيرا الجلوس مع الأهل, وهو أمر غريب، لأنني أفضل الجلوس مع أهلي أكثر من العزلة, ولكني للأسف لا أستطيع أن أجلس معهم إلا يوم الجمعة، وهذا لأنني أدرس في إمارة أخرى.
ولأكون صريحة أكثر فأنا لا أدري ما هي مشكلتي, لأني أرى بأن العزلة حل وليست مشكلة، ولكنها مزعجة لمن حولي, فهم يشتاقون إلي كثيرا, ويتضايقون إذا لم أراهم باستمرار.