السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب بمقتبل العمر، أبحث عن زوجة مناسبة، بحثت مع أمي وأختي عن بعض العائلات، ورأيت النظرة الشرعية، وغالبيتهن لم يعجبنني أو لم يدخلن قلبي, ولكن هناك بنت من عائلة محترمة، وتتوافر فيها الميزات الأربع لاختيار الزوجة الصالحة، وأهمها الدين والجمال والنسب، وإن قل المال عندهم فهم مستورون، ودخلت قلبي.

المشكلة أنه عندما رأت الوالدة بأن هذه البنت مناسبة لي، تقدمت للنظرة الشرعية لها ومع أختي، ودخلت قلبي، ولكن أختي أقنعت أمي بأنها غير مناسبة لي، لأن والدتها لم تعجبها أو ترتاح لها، ولكن بعد ستة شهور وعندما رأيت أكثر من بنت، ولم تدخل إحداهن قلبي؛ طلبت من الوالدة أن تكلم الناس للمرة الثانية وأني أريد الزواج من ابنتهم، وفعلا كلمتهم بعد هذه المدة، وطلبوا أن أزورهم مرة ثانية للنظرة الشرعية، ولأن البنت نسيت شكلي، ومضى وقت من زيارتي الأولى, وفعلا زرتهم مع الوالدة لوحدنا، واقتنعت أكثر بالبنت وتكلمت معها، واقتنعت بأنها مناسبة لي تماماً، وسألتني أسئلة كثيرة، ومن ضمنها أين تفكر أن تسكن بعد الزواج؟ ولم أتوقع ابدأ بأنها سوف ترفضني وكانت مبتسمة، وتحدثني وليست هناك أي غطرسة أو جفاء أحسست به، وفعلاً بعد يومين ومن زيارتنا لهم اعتذرت والدتها لوالدتي، وأنها لم تسترح لي بالاستخارة، ومرة تقول إنها تريد إكمال دراستها وصدمت جداً، وذهبت لوالدها، وألححت عليه واتصلت على والدتها، ولكن بدون أي جدوى؛ حيث رفضوني.

الآن بعد مرور عام آخر كامل، وأنا ما زلت متعلقاً جداً بهذه البنت، وأتمنى أن تكون الزوجة الصالحة لي، ولا أتخيل أبداً الزواج بغيرها، والآن هي أكملت دراستها، حيث زالت الحجة التي احتجوا بها، ولا أعلم إن كانت موجودة أو خطبت.

هل أحاول للمرة الثالثة أن أذهب لوالدها، وأحاول أن أسأله أني ما زلت أنتظر الزواج من ابنته، وأتمنى الزواج بها، وأني مستعد لكافة طلباتهم وشروطهم؟ علماً بأن والدتي موافقة، ولكن لا تريد أن تكلم والدة البنت لعدم إحراج نفسها، وللعلم: كان عندي بالسابق مشاكل كثيرة مع إخواني وأعمامي بسبب ميراث، وممكن أن يكون أحدهم أفسد علي، فهل يفضل كذلك أن أشرح ذلك لوالدها، وأبرئ نفسي؟ علماً أني شخص خلوق ومحترم ومحافظ على صلاتي.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أهلاً بك -أخي الكريم-، وأسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك ويرعاك، وأن ييسر لك كل عسير.

وبخصوص ما سألت عنه، فأحب أن أذكرك بأن الأمور تسير بقدر الله، وأن الله يختار لعبده الخير والأصلح، والله وحده هو الذي يعلم من فيها خير لك ومن فيها شر عليك، والمؤمن دائماً مسلم لله في كل أمره، مؤمن بقول الله تعالى :"وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ"، فالله هو الأعلم بالأصلح وإن بدا لك شيء، فالغيب بيد الله هو أعلم به.

عليه أخي الكريم، فلا أريدك أن تمني نفسك بشيء واحد، ولا أن تجعل من نفسك أسيراً لفكرة ربما تكون وهماً أو سراباً تسير خلفه، لتجد نفسك وقد طال بك العمر على غير فائدة مرجوة.

لا يعني ذلك عدم المحاولة، ولكني أنصحك ألا تكون على يديك أو يد والدتك، بل عن طريق وسيط مأمون يسأل عن الموضوع، فإن كانت الإجابة بالموافقة فخير أتى إليك من غير إراقة ماء وجهك، وإن كانت الأخرى فشر صرفه الله عنك وحفظت ماء وجهك، وساعتها تبحث عن خيرها، والنساء الصالحات التقيات الجميلات كثير جداً، توكل على الله واجعل أي عمل تقدم عليه يكون بعد استشارة، وكذلك يكون مشفوعاً بالرضا التام عن الله.

وفقك الله لكل خير ورزقك الزوجة الصالحة المؤمنة التقية النقية.