السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أرجو يا شيخنا أن تصلك رسالتي وأنت بأفضل حال.
أريد أن أسألك في مسألة، وأحتاج فيها صاحب دين ونظرة في الحياة، وطيب خلق مثلك.
أخشى أن أزعجك بتفاصيل مسألتي، ولكني أسألك أن تحتسب كلما سيترتب على إجابتك سيكون في ميزان حسناتك، وكل حسنة سأفعلها أنا وزوجي وأولادي إلى أن تقوم الساعة - إن شاء الله -.
أنا طبيبة امتياز ( في السنة الأخيرة من كلية الطب)، وكنت أعمل في العديد من المجالات التطوعية - والحمد لله -، ولكني بليت نفسي، أو ابتليت بشاب اسمه محمد، طيب الخلق والدين والعقل، وصارحني بحبه، وأنه يريد التقدم لي حين نبلغ هذه السنة.
حدث هذا منذ 3 سنوات، وأخذنا نتحادث في الهاتف منذ ذلك الحين للأسف، تتعبنا ضمائرنا، فنقطع الحديث في بعض الأوقات، ونرجع مرة أخرى، لأننا نتعامل مع بعضنا كثيرا خلال الدراسة وغيرها.
تقدم الشاب لخطبتي منذ أكثر من شهرين، ووافقنا عليه، وصليت صلاة الاستخارة، وكنت مرتاحة - والحمد لله –ولكن أمي لم تكن مرتاحة، ولا تعرف سببا معينا لذلك، فلم نعتد بحديثها، وتقدم لي بعده بأيام قليلة شاب آخر أيضا، وكان في نفس سني، ومعروف أيضا بالالتزام، والخلق، حتى أكثر من محمد.
وفي يوم كنا نتحدث عن محمد في البيت، فقلت: بأنه لا يجب أن أفكر في شخص آخر، ولا يجب أن أقارن بينهما احتراما له، وحتى لا يكون في ذلك ظلما له، وما إلى ذلك، وتذكرت سبب حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: ( لا يخطب أحدكم على خطبة أخيه )، مع أن الشاب الثاني لم يكن يعلم بتقدم الأول، وقلنا له بأنه إنسان ممتاز، ولكننا نفكر في موضوع آخر، فلا يصح أن نفكر في الاثنين معا، وما إلى ذلك.
فقال الشاب: بأنه على استعداد حتى وإن لم يتم موضوعي، فهو ينو التقدم مرة ثانية.
المهم: حين حددنا ميعاد قراءة الفاتحة (وهي اجتماع العائلتين بمعنى الموافقة)، وإذ بي أتضايق، ولا أريد أن يتم الحفل، وأتمنى أن يحدث لي حادث حتى لا يتم، فقلت ذلك لمحمد، فقال لي: إنه سيغضب كثيرا إن أجلنا هذا الحفل الصغير، وكنت أصلي استخارة، وأظل أشعر بهذا الشعور، ولكن الأمور كانت تتيسر، فقلت لا مشكلة، يمكن أن يكون شعورا عابرا، وخوف من المسئولية، وما إلى ذلك، ولكن تم الحفل، ولكني لازلت غير سعيدة.
ولقد مضى الآن50 يوما، وشعوري لم يتغير، ولازلت متضايقة، ولقد تيسرت لي العمرة - ولله الحمد -، ولكني أشعر بأني لا أحبه، وأشعر بانجذاب ناحية زميلي الآخر الذي تقدم لي في نفس الوقت، وقلنا له أننا في خضم الموضوع فلا يمكننا أن نفكر به.
حاولت مرارا أن لا أفكر في زميلي هذا، ولكني أيضا لست سعيدة مع محمد، ولا أشعر بأني أحبه، وصارحت محمدا بمشاعري، وأني لا أشعر بأني أحبه فقط، وحاول معي بالكثير من الطرق، مثل: الهدايا، وكلم أخي، واقترح علي بأن نبتعد فيشعر كل منا بالاشتياق للآخر، ولكني للأسف لم أشعر بالاشتياق له.
شيخي العزيز:
فكرت كثيرا، واستخرت كثيرا، واستشرت، وأدعو الله في كل سجدة أن يلهمني الصواب، ويريح قلبي وعقلي، ودعني أقول لك لك مخاوفي واستنتاجاتي، لعلي أجد عندك راحة قلبي وعقلي.
*هل سيعاقبني الله لأني فعلت حراما بأن تحادثت معه قبل أن تكون علاقتنا شرعية؟
*هل يحاول الشيطان صرفي لأنه يزين لي العلاقة الحرام، ويصرفني عن الحلال؟
*هل لو تركته وأنا أرضى دينه وخلقه، ولكني لا اشعر بانجذاب نحوهن ولا أنه يملأ عيني، هل يعتبر ذلك ظلم له؟ وبصراحة: أخشى كثيرا من هذه النقطة يا شيخي، فأنت أعلم مني بعاقبة الظلم في الدنيا والآخرة.
*هل يمكن أن يكون ما أشعر به حسدا؟ ولكن إن كان حسدا، فكم سيستمر؟ فإني أحاول - والحمد لله - الحفاظ على الأذكار، وأديت العمرة، - والحمد لله - أنا ملتزمة في صلواتي أكثر من الأول بكثير- ولله الفضل والمنة -.
* أشعر بأنك ستقول لي: أن أصبر، ولكن حتى متى أصبر؟ أليس الزواج سكنا؟ وأنا لا أشعر معه بالسكن.
*هل هذا من عدم غض البصر مثلا؟ لم أقصد والله عدم غض بصري، ولكن أليس المفروض أن أشعر بأن زوجي هو أفضل رجل؟ أعلم بعقلي من أنه ليس كذلك، ولكني يجب أن أشعر بها حتى أحصن نفسي، وأعتقد أنه من حقي وحقه أيضا أن أقوم بتدليله، وأن أشعره برجولته، وأنه الأفضل في عيني، وإن لم يكن هذا شعوري.
ونحن مازلنا على أعتاب الزواج، والتي يقولون عنها بأنها أجمل فترة، فماذا سأشعر لاحقا عند النزاع، وعند الملل، وما إلى ذلك؟
أشكرك جزيل الشكر، وأسألك بأن لا تبخل علي بفضل علم آتاه الله لك، وأسألك أن تجدد نيتك كما ذكرتها في أول رسالتي.
وجزاك الله خير الجزاء