الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تقبل الفتاة العفيفة الخاطب الذي زنا مرة واحدة وتاب؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله ألف خير على جهودكم، وجعلها في ميزان حسناتكم، وجعل الجنة مثواكم.

سؤالي: هل تقبل الفتاة العفيفة المسلمة منا رجلا علمت بأنه زنا مرة واحدة في حياته، وكانت لحظة ضعف منه، وغلطة عمره حين أحب فتاة مثلا أو بأي غلطة كانت صدرت منه، فإنه زنا، وكانت مرة واحدة في عمره، ولم يكررها، وندم كثيرا، وتاب إلى الله، ويقول: بأنها توبة نصوح - بإذن الله –.

علما بأن الشاب أو الخطيب عندما تقدم لخطبة الفتاة، كان يحمل من صفات الرجل المؤمن الذي يعرف ربه، ولكن زنا، وهذه فقط غلطته وقد تاب، وهل تقبل به الفتاة أم ترفضه لأنه فعل الزنا مرة واحدة في عمره؟

علما بأن الفتاة عفيفة، ولا تتحمل أن تعلم أن الشخص الذي سيخطبها قد زنا، وعرف فتاة قبلها، ونام معها، وربما بعد ذلك ستشعر بالخوف والقلق منه، وعدم راحة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ليان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أهلا بك - أختنا الفاضلة - في موقعك إسلام ويب، وإنه ليسرنا تواصلكم معنا، ونسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك من كل مكروه.

أختنا الفاضلة: إن المؤمن من البشر، وليس معصوما، وقد أخبر القرآن عن صفات المتقين، فذكر أنهم قد يقعون في الفاحشة ثم يتوبون، ويدخلون الجنة، قال تعالى: {‏ وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ‏ * الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ‏ * أُوْلَئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ‏ } ‏سورة آل عمران.

الجنة هذه قد تزينت للمتقين، وقد ذكر الله أن من أوصافهم ما قد مر عليك.
أما مسألة قبولك بالزواج منه من عدمه، فترجع إلى الطبيعة النفسية، فإن كانت الأخت ممن لا يتقبل مثل هذا الأمر، ولا يمكنها التعايش معه، فالأفضل لها وهي في أول الطريق أن تبحث عن غيره طالما كان هذا متاحا لها.

أما إن كانت متفهمة، ورأت في الرجل من الصدق والإخلاص ما يحجبه عن الوقوع فيما سبق، ورأت من نفسها أنها يمكنها أن تعيش معه على ذلك، فنرى أن تستخير ربها وأن تتوكل على الله، وعسى الله أن يعصمه بها، وأن يعصمها به.

ولا بد إن رأت أن تقبل به زوجا أن تتأكد أنه قد تاب توبة نصوحا بالسؤال عن أحواله وأصدقائه ومن يعرفهم ويعرفونه، وبذلك تزداد اطمئنانا وراحة.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية ا

    الاحسن ان تقبل لان ?قال ان بنو ادم خطاء

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً