الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قيمة الإنسان في ثقته بنفسه وإعطائها قيمتها

السؤال

السلام عليكم.

أشعر بضيق شديد وملل معظم الوقت، وكسل وخمول شديدين، فلا أخرج من البيت إلا لقضاء مطالب أسرتي فقط، لا أهتم بأي شيء، ولدي عدم مبالاة، أحس بالتعب من أي مجهود، وأحس بأني شخص غير مفيد، وأن وجودي كعدمه، كما أني أشعر بالنقص، وعندما أواجه الناس أو عند التحدث معهم أشعر بقلق، وأشعر بالضيق بمجرد الخروج من البيت، وأشعر أن الناس تراقبني طوال الوقت، فإذا حدثني أحد أكتفي بالاستماع فقط، ولا أرد إلا بالقليل، وأجد صعوبة كبيرة في التركيز على ما أفعله، وعندي سرعة نسيان، وليس عندي القدرة على اتخاذ أي قرار.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

في كثير من الأحيان هناك حالتان تترافقان بشكل واسع، وهما رهاب الخروج من البيت ومقابلة الناس، والثاني هو الاكتئاب، والغالب أن تؤدي الأولى إلى الثانية، فالشخص يجد صعوبة في الخروج من البيت، وفي كثير من الأحيان يعزم على الخروج، ومن ثم يتردد ويعود إلى البيت، ومع الوقت يجد نفسه حبيس بيته، وبلا حياة اجتماعية مع الناس.

ونتيجة هذا الحرمان وهذا الفقدان للخروج وتغيير الجو واللقاء بالناس وقضاء حوائجه... نجده قد دخل حالة من الاكتئاب، والذي عندك بعض أعراضه من الملل والخمول، وفقدان الاهتمام والمتعة في الأشياء، والتعب لأقل جهد مبذول وضعف التركيز، ويصعب علي التأكد من خلال سؤال هل الرهاب الاجتماعي وعدم الخروج من البيت هو الذي سبب الاكتئاب، أو العكس، وإن كنت أرجح الاحتمال الأول، فهو الأكثر انتشاراً.

ما هو العلاج؟ أرى من خلال سؤالك أن الأمر قد وصل عندك للحد المتوسط أو الشديد، وأنصحك بمراجعة طبيب نفسي، ويمكن أن يصف لك أحد الأدوية المضادة للاكتئاب، وسوف تشعر بعد عدة أسابيع بالكثير من التحسن في عاطفتك ومزاجك، وفي استعادة البهجة بالحياة والأنشطة المختلفة، وأرى أن تركز أولاً على تحسين حالة الاكتئاب، ومن ثم سيعينك الطبيب النفسي على تجاوز مرحلة الرهاب الاجتماعي واضطراب الخروج من البيت.

وفقك الله ويسّر لك الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً