السؤال
بيتي فيه غرفة واحدة تذاع فيها الموسيقى, وأنا دائم الدعاء - والحمد لله -، ولكني عندما أدعو أدعو في غرفتي التي لا تذاع فيها الأغاني فهل تقبل دعواتي؟
بيتي فيه غرفة واحدة تذاع فيها الموسيقى, وأنا دائم الدعاء - والحمد لله -، ولكني عندما أدعو أدعو في غرفتي التي لا تذاع فيها الأغاني فهل تقبل دعواتي؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:
فأهلاً بك - أخي الحبيب - في موقعك إسلام ويب, ونسأل الله أن يبارك فيك, وأن يحفظك, وأن يثبتك على الطاعة, وأن يعينك على عبادته.
وبخصوص ما سألت عنه من الدعاء في حجرتك التي تجاور حجرة فيها أغانٍ, وهل يقبل الدعاء أم لا؟
نقول لك - أخي الفاضل -: نعم, يقبل الدعاء إن شاء، ولا حرج عليك فيما لا تستطيع تغييره, فلا يكلف الله نفسًا إلا وسعها.
والدعاء - أخي الحبيب - كما قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: ( بمنزلة السلاح، والسلاح بضاربه، لا بحده فقط، فمتى كان السلاح سلاحًا تامًا لا آفة به، والساعد ساعدًا قويًا، والمانع مفقودًا، حصلت به النكاية في العدو, ومتى تخلف واحد من هذه الثلاثة تخلف التأثير), وهذا يعني أن هناك أحوالاً وآدابًا وأحكامًا يجب توفرها في الدعاء وفي الداعي.
ومن الأسباب المعينة للداعي على تحقيق الإجابة:
1 - الإخلاص في الدعاء، وهو أهم الآداب وأعظمها, وأمر الله عز وجل بالإخلاص في الدعاء فقال سبحانه: (وادعوه مخلصين له الدين).
2 - التضرع إلى الله والخشوع والتذلل والرغبة والرهبة، وهذا هو روح الدعاء ولبه ومقصوده، قال الله عز وجل: (ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين).
3 - الإلحاح والتكرار وعدم التعجل فقد روى ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعجبه أن يدعو ثلاثًا ويستغفر ثلاثًا, وأخبر صلى الله عليه وسلم أن الله يستجيب للعبد ما لم يعجل.
ومن الأحوال التي يستجاب فيها الدعاء: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الصائم، ودعوة المضطر، ودعاء المسلم لأخيه بظهر الغيب.
ومن الأمور المهمة - أخي الفاضل - أن تعلم أن الاستجابة للدعاء قد تكون بالمنع, وقد تكون بالجلب: ومعنى ذلك أن الله قد يستجيب للعبد فيحقق مرغوبه من الدعاء، أو أن يدفع عنه به شرًّا، أو أن ييسر له ما هو خير منه، أو أن يدخره له عنده يوم القيامة حيث يكون العبد إليه أحوج.
نسأل الله أن يبارك فيك, وأن يحفظك من كل مكروه, وأن يثبتك على الطاعة, والله ولي التوفيق.