السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر جهودكم المبذولة لحل مشاكل المسلمين، لقد قرأت العديد من المشاكل، وحلها والتمست في إجاباتكم الصدق والنية الطيبة لحلها، وهذا ما شجعني لأكتب مشكلتي.
أنا فتاة أبلغ من العمر 21 عاما، انفصل والداي وأنا بعمر الشهرين، أمي تزوجت، وسافرت خارج البلاد، أصبحت أراها كل سنتين مرة، وجدتي -أم أبي- هي التي قامت بتربيتي، لدي أخ أكبر مني، وأنا طفلة كنت ملتزمة جدا، تعلمت الصلاة وعمري 7 سنوات، وبدأت أصلي، وأغلب صلاتي بالمسجد مع أني فتاة، والتحقت بمركز تحفيظ القرآن، وتحجبت وأنا صغيرة بدون أن يطلب مني أحد ذلك، لكن كأن الله هداني، وكأنها كانت لدي بالفطرة، أو ربما كنت أريد أن أكون مختلفة؛ لأن أبي كان يشرب الخمر، ولا أحد يصلي في البيت غيري، وكان والدي يضربنا بدون سبب، ولا يدعنا نخرج من البيت، أو نزور أقربائنا.
توفي والدي وأنا بعمر 13 عاما بحادث سير، وانتقلنا للعيش في بيت عمي، كنت سعيدة؛ لأنني سأعيش في وسط عائلة، ولكن حدث العكس.
بنات عمي لم يكن ملتزمات، فنزعت الحجاب، وهجرت القرآن، وأهملت دراستي، أقنعوني بحجة أنني ما زلت صغيرة، وأنني جميلة، ويجب أن أعيش حياتي، وبدأت المشاكل في بيت عمي، وبدأت بالانطواء عمن حولي.
أصبحت مثل الخادمة في بيت عمي، وتعرضت لمحاولة اغتصاب من قبل ابن عمي، وأنا بعمر 16 سنة، ولكن -الحمد لله- ما زلت عذراء، فالله حماني واستجاب لدعائي.
وبدأ كرهي لأمي وأبي؛ لأنهما السبب في الحياة التي أعيشها، كرهت الحياة، وكل من حولي، وفكرت بالانتحار، لكنني لم أجرؤ على ذلك.
وتوفيت جدتي وأنا بعمر 18 عاما، وقتها أحسست أنه لا معنى لحياتي؛ لأنه لم يبق لي أحد يحبني.
أخي خرج من بيت عمي، وسكن مع شباب، وبدأ الدراسة، وأنا كذلك خرجت من بيت عمي، وأقمت في سكن طالبات، ودخلت كلية الهندسة، وتحجبت وبدأت أصلي، لكن ليس مثل السابق بدون إيمان.
أنا الآن اقيم مع والدتي، لكنني لا أشعر بها، وتأتيني مشاعر كره تجاهها، ولا أعاملها معامله حسنة، كأنني أعاقبها على تركها لنا، ولكن هذا الشيء يغضب الله، وبدأت أشعر بالفراغ العاطفي، وأصبحت أكلم شبابا في الهاتف لأملأ هذا الفراغ، لكنني غير مرتاحة، سريعة الغضب ومزاجية جدا، وحساسة كثيرا، وانفعالية وعدوانية.
أبقى بغرفتي بالساعات، وأنا أبكي على وضعي، وكيف أصبحت، كنت ملتزمة، وأصبحت سيئة عآقة لأمها، وأحدث الشباب.
لكنني لست هكذا، لست سيئة، لا أريد أن أضيع أكثر من هذا، ساعدوني، أشعر باضطرابات نفسية كثيرة، وأشعر كأن لدي انفصالا بالشخصية، واحدة سيئة، وواحدة طيبة، أشعر أني ضائعة، أريد أن أبقى بقرب الله، فقد قصرت كثيرا، وتأنيب الضمير يؤلمني، والموت ليس له موعد، ولا أستطيع أن أتزوج بسبب محاولة الاعتداء التي حصلت لي، أخاف الرجال، ولا أتقبل أن رجلا يلمسني.
أشعر أن نهايتي إما الانتحار، أو مستشفى المجانين، أريد أن أبتعد عن هذه الأشياء، وأعامل أمي معاملة حسنة، وأنسى الماضي.
كيف أقوي إيماني وقربي من الله؟