الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من مشكلة الخوف وعدم الثقة بالنفس، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا طالب في الصف الأول الثانوي، وأعاني من مشكلة عدم الثقة في النفس، وعدم القدرة على التحدث مع الآخرين, وهذا كله كان بسبب والدتي، فكانت دائما تمنعني من الاختلاط مع الناس أو الخروج مع أصدقائي أو الذهاب إلى الرحلات المدرسية، فأنا حتى الآن في عمري لم أخرج من البيت بمفردي أبدا.

للأسف حالتي تزداد تدهوراً؛ حيث الآن أحرج بأن ألعب مع أصدقائي، وإذا تحدث معي أحد أصدقائي، أصبحت أحرج منه، رغم صداقتنا التي دامت بالسنوات, فأنا إذا تحدث معي شخص أكون محرجا، وأحيانا لا أجد الرد المناسب.

أيضا لا أستطيع الدفاع عن نفسي؛ حيث إذا جاء شخص ما ويمكن أن يستهزئ بي أو يسبني أو يحرجني أو أحيانا يستهزئ بي بضربي، لا أستطيع الرد مطلقا!

أرجوكم ساعدوني لأني للأسف حالتي تزداد تدهورا كل يوم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا بهذا السؤال.

لا شك أن لطبيعة شخصيتك الآن علاقة وثيقة بالطريقة التي تربيت عليها، وكما ذكرت في سؤالك في خوف والدتك عليك وفي منعهم من الخروج والاختلاط بالآخرين. فكل هذا يفسر لماذا أنت في هذه الطبيعة من التردد والخجل الاجتماعي.

لكنك لست مضطرا للاستمرار بهذا الحال، وبيدك أن تتغير، وإن مجرد كتابتك إلينا فهي الخطوة الأولى لهذا التغيير، ولكن لابد من المتابعة والاستمرار.

المهم في الأمر أن تكون مقتنعا بأن كل ما أنت عليه، إنما هو سلوك مُتعلم مكتسب، وهذا يعني أنك تستطيع نزع هذا التعلم، وإعادة التعلم من جديد.

بناء على هذا، فكما أنك تعلمت سلوك القلق والارتباك الاجتماعي والتجنّب على مدار عدة سنوات، فعليك أن تعطي نفسك بعض الوقت لتتعلم من جديد اقتحام هذه المواقف والأماكن التي كنت تتجنبها، لتتعلم من جديد أن المشكلة ليس في هذه المواقف والأماكن وإنما في طريقة رؤيتنا لها، فإذا غيّرنا نظرتنا لها فستصبح غير مرعبة ومقلقة كما كنا نتصور.

هكذا كلما زادت ثقتك في هذه السلوكيات، كلما زادت ثقتك بنفسك بشكل عام، وكلما زادت قدرتك على مواجهة الناس والحديث والدفاع عن نفسك.

إذا حاولت كل هذا ولم تشعر بالتحسّن الواضح، فربما يفيدك مراجعة طبيب نفسي أو أخصائي نفسي ممن يعينك على تجاوز هذه المرحلة من خلال العلاج المعرفي السلوكي في هذا التغيير.
وفقك الله وجعلك من الناجحين.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • المملكة المتحدة nazeera

    السلام عليم : مايعنيه عمر امر طبيعي لمثل عمره وبأمكانه ان يستعيد ثقته بنفسه من خلال مشاركته في السفرات المدرسيه واقامة علاقات مع اصدفاءه ويزرع في داخله حب التحدي والتغلب على مايعانيه

  • مصر اسلام عبدالعزيز

    ربنى يبارك فيكو

  • الجزائر bachir houaoua

    يا أخي قد قرأت مشكلتك ولكن إذا كانت الارادة والعزيمة فلا مشكلة حاول أن تكون لك إرادة قوية وتقوي شخصيتك وقل في نفسك أن لا أحد أحسن مني كلنا أبناء 09 أشهر وبهذا تستطيع أن تكون الرجل القوي في كل شيء و بالتوفيق ان شاء الله

  • جنوب أفريقيا ريان

    اخي الكريم انا اعاني تقريبا من نفس مشكلتك لكن الفرق بيني وبينك هو انني احاول الخروج من هدا المرض النفسي الخبيت انا كنت لا استطيع النضر لنفسي حتى في المراة لكن مع الوقت تحسنت المهم انصحك بالصلاة لانها سوف تريح نفسيتك.حاول الاختلاط مع الاخرين والخروج من المنزل ادهب الى اي مكان تريده ومع الوقت ان شاء الله ستتشافى من هدا المرض

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً