السؤال
السلام عليكم.
مشكلتي تكمن بأنني لا أعرف من المقصر بحقوق الآخر، أنا أم زوجي؟
أعترف بتقصيري، حيث أنني أكمل تعليمي العالي في بريطانيا، ومن المعروف أنها من أكثر الدول التي تستخدم أسلوب الضغط النفسي في التعليم، بحيث لا يوجد وقت لعائلتي، ورغم ذلك أحاول جاهدة بعد أن أنتهي من مهامي العلمية أن أجلس مع زوجي ونتحدث ولكن لا أجده، أصبح زوجي كثير السهر حتى أصبح بشكل يومي وعند عودته للمنزل فقط يريد النوم، أحتاج له ولمحبته ولحنانه ولكن في وقت ضيق ومحدود ليس بملكي.
أهملت نفسي والمنزل حتى أصبحت لا أطبخ إلا في نهاية الأسبوع من شدة الضغط الدراسي، هو يعرف مدى صعوبة الدراسة، ويعلم أنني أكدح لأجل مستقبلنا وهذا ما يوترني، ويجعلني أكرهه أحياناً، لأنني أشعر بأنني أقوم بدور الأب بالمنزل وهو لا يكلف نفسه حتى بالجلوس بالبيت ليساعدني على عبئي، أنا التي أصرف على المنزل لأنه بإجازة بدون راتب نظرا للبعثة، كله باختياري ولكن شيئاً يؤلمني بداخلي عندما أصرف على المنزل وهو فقط يهتم بسهراته وسعادته، لأنني تمنيت لو يكمل دراسته خلال إجازته بحيث تعتبر فرصة ذهبية له، لكنه دوما يقابل طلبي بالرفض.
مرت سنة البعثة –والحمد لله- بنجاحي وحصولي على الماستر، ولكن حين عودتي لم يتغير زوجي وما زال يسهر حتى الفجر، ولا أجد وقتا لأجلس معه، وما زلت أصرف على المنزل، وعندما أعاتبه يغضب ويصفني بـ"محبة المشاكل"، ويلومني ويلومني حتى أفقدني الثقة بنفسي، لدرجة أني أصبحت أرى نفسي غير جميلة على الرغم من أنني وُصفت بملكة الجمال يوما ما، ولكن لا أرى نفسي كذلك، لأنني أشعر بداخلي أنني رجل ولست أنثى بسبب زوجي الذي جعلني أقوم بدوره.
ومن ناحية العلاقة الخاصة أنا من أبادر دائما، لأنه يتعذر بقوله: إنه لا يحب أن يطلبني وأنا مرهقة أو غير مستعدة فلا يستمتع، فيفضل أن أطلبه أنا، ولكن أيضا هذا الشيء يحزنني على نفسي، فأهملته حقيقة ولم أعد كالسابق، وحتى لا ألبس سوى البيجامات وزاد وزني عن قبل، وكلما قابلته إما أن نكون صامتين -طبعاً هو الذي يصمت-، أو على الوتس أب، أو ينام، وأغلب وقته خارج المنزل مع أصحابه، وأعلم أنه هروب، وكلمته ألف مرة: لماذا تهرب؟ وصارحني. ولكنه ينكر ويقول: أنت غبية، تفهمين الأمور بشكل عكسي؛ يحاول أن يحطمني دائماً في تفكيري ويجعلني الغبية البلهاء.
الآن أنا أتساءل: هل إهمالي له طبيعيٌ لأنه لا يبادلني أي مشاعر اشتياق أو حب، ولا يعطيني الفرصة للجلوس معه أساساً؟ ويعتبر أي نقاش وعتاب مشكلة ووجع دماغ.
تعبت -والله-، وأصبحت "أتنرفز" منه، وحالتي في الأسوأ من حيث مشاعري تجاهه، وألوم نفسي كثيراً أن ما يحدث بسببي أنا، أرجوكم أريد حلا، أو مكتب استشارات في جدة أذهب له شخصياً.
وشكرا لكم لسماعي.