الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد التفكير بالموت، أصحبت أخاف من الإصابة بالأمراض الخطيرة.

السؤال

أنا ماريا، أبلغ من العمر 24 سنة، منذ شهر ونصف أصبحت أفكر بالموت كثيرا، وأنني سأموت وجزائي هو جهنم، أصبت بالقلق والأرق خاصة في الليل, لكنني تغلبت عليها بالقرآن والصلاة، أصبحت أخاف من الإصابة بالأمراض الخطيرة، عندي ألم في الذراعين والساقين والبطن، ما تعليقكم؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ mariya حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

تعليقنا على ما ورد في رسالتك هو: أن الذي حدث لك يُسمى بقلق المخاوف، والخوف من الموت من الأشياء الشائعة في حياة الناس، وتحول الخوف لديك إلى جانب وسواسي مما سبب لك القلق والأرق، وبعد أن تغلبت على هذا الخوف من خلال الحرص على الصلاة وتلاوة القرآن ظهرتْ لديك مخاوف جديدة، وهي الخوف من الأمراض، وهذا يعني أنه تم استبدال أعراضك، والتي هي في الأصل نوع من المخاوف.

هذه الحالة بسيطة -إن شاء الله تعالى-، كما تغلبت على الخوف من الموت بتلاوة القرآن والصلاة، هذا النوع من المخاوف الآن -أي مخاوف الأمراض- تتغلبي عليه بالمزيد من التوكل، وتذكر قوله تعالى: {قل لن يُصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون} وبقوله -صلى الله عليه وسلم-: (واعلم أن ما أصابك لم يكن ليُخطئك، وما أخطأك لم يكن ليُصيبك) وأن تعيشي حياة صحية، وأهم شيء في الحياة الصحية هو: أن تمارسي الرياضة التي تناسب المرأة، وأن تكوني إيجابية في تفكيرك، وأن تطبقي تمارين الاسترخاء، وألا تترددي كثيرًا على الأطباء، وأن تكوني صاحبة نفس مطمئنة دائمًا، من خلال التفكير الإيجابي -كما ذكرنا-.

الذين يعانون من المخاوف المرضية الوسواسية ننصحهم بأن يتواصلوا مع طبيب يثقون به، طبيب باطني أو طبيب في الرعاية الصحية الأولية، هذا التواصل يكون مرة كل ثلاثة إلى أربعة أشهر، هذا يمنع التجوال والتنقل بين الأطباء، وكذلك يمنع أيضًا التوهمات المرضية.

هنالك أدوية فعّالة وممتازة لعلاج هذا النوع من المخاوف، هنالك دواء يعرف علميًا باسم (إستالوبرام) ويسمى تجاريًا (سبرالكس) وهو متوفر في الجزائر، الجرعة هي خمسة مليجرام -أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام- يتم تناولها لمدة أسبوعين، بعد ذلك تُرفع الجرعة إلى عشرة مليجرام يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفض إلى خمسة مليجرام يوميًا لمدة شهر، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ آخر، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.

وقطعًا مقابلة الطبيب أيضًا سوف تكون مفيدة لك، بشرط ألا تتنقلي بين الأطباء، نسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً