الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من ارتجاع المريء، فما هو العلاج المناسب؟

السؤال

السلام عليكم...

منذ ما يقارب الشهر عانيت من حموضة مع غثيان، كالعادة تأتيني الحموضة إذا أكثرت من المقليات أو الدهون وغيرها، لكن بعدها بأسبوع أحسست بكتمة في الصدر، فذهبت إلى الطوارئ وكان الأوكسجين طبيعياً، ونبضات القلب طبيعية، وكان الطبيب يسأل ما إذا كانت هناك غازات، فاجبت بلا، حيث أنه لم تكن هناك أي غازات، وبرر سؤاله بأنه لو هناك غازات فهو ارتجاع مريئي، وأخذت وقتها الأوكسجين وانتهى الأمر.

بعدها بعدة أيام، ظهرت لدي غازات -تجشؤ- متواصلة ومتتابعة مع حموضة، أو حرقان خفيف لا يكاد يذكر، فذهبت إلى الطبيب بعد استمرار هذه الأعراض، وأخبرني أن جهازي الهضمي عصبي، وكتب لي بعض الأدوية للاستخدام عند اللزوم، وهي: نكسيوم وديسفلاتيل وموتيليوم، وفي هذه الفترة كنت أتبع حمية للتخفيف من الدهون والمقليات والغازات وكل ما هو مضر.

وبعدها بعدة أيام رجعت إلى غذائي السابق ما قبل الحمية، ولكن بكميات قليلة، ولا زالت الغازات مستمرة، وفي يوم أكلت سمكاً مقلياً، ويبدو أنه هيّج لي معدتي، فأحسست بغثيان وعادت لي الكتمة، فذهبت إلى الطوارئ مرة أخرى، وأخبرني أنه احتمال قولون عصبي، علماً أنني لم أعان من أي آلام بالمعدة -ولله الحمد-، وقام بعمل تحليل جرثومة المعدة عن طريق تحليل الدم، وكانت النتيجة سلبية -الحمد لله- فأكد لي أنه قولون عصبي.

منذ ذلك اليوم ولمدة 3 أيام لم أكن آكل، وكل يوم صباحا ومساء أذهب إلى الطوارئ لأخذ المحاليل المغذية، حيث أنني عانيت من هبوط في الضغط، وبعدها ذهبت إلى اخصائية باطنية، وعملت بعض التحاليل الهرمونية والغدة وفيتامين دال، وكانت النتيجة أن هرمون الحليب البرولاكتين مرتفع عن الحد الأعلى قليلاً، وفيتامين دال منخفض بشدة، يكاد ينعدم، وصرفت لي قطرات فيادروب وبنتازول وحبوب الفحم، ولكن الأخيرة كانت تشعرني بالغثيان.

فذهبت إلى طبيب بروفيسور جهاز هضمي ومناظير، فأخبرني أن كل ما أعاني منه هو ارتجاع مريئي، وطلب مني الاستمرار على البنتازول، ولكن زاد لي الجرعة، فاصبحت مرتين في اليوم 40 مج، لمدة 6 أسابيع، أما بالنسبة لكتمة الصدر فأخبرني أنها نفسية وليست عضوية.

إلى الآن أكملت13 يوماً من استخدامي للبنتازول، مع حمية فقط خضار مسلوقة أو شابورة، وهذا ما سبب لي الإمساك -نوعية الأكل-، ولكن بدأت في أكل الأجاص لاحتوائه على الألياف، ولكن لم يختف التجشؤ، وأشعر ببعض الدوخة والهبوط خاصة في الفترة ما بين تناولي للدواء وتناول الوجبة، وأشعر بخفقان وسرعة في دقات القلب عند الاستيقاظ، وعند القيام بأبسط الحركات، أو المشي قليلاً، أو فجأة بدون سبب عند الجلوس، علماً أنني شديدة القلق والتوتر بسبب وبدون سبب، وأعتقد أنني أعاني من وسواس قهري، حيث أنني أكرر أفعالي كثيراً، كالوضوء مثلاً أعيده أكثر من مرة وغيره.

أرجو إفادتي عن المرض الذي أعاني منه، هل هو نفسي أم عضوي؟ وما سبب خفقان القلب؟ علماً أنني أجريت تخطيطاً للقلب وكان النبض متسارعاً بشيء بسيط لا يكاد يذكر، وهل البنتازول سيساعد في اختفاء التجشؤ؟ ومتى من المفترض إيقاف الدواء وإدخال الأكل العادي مع المسلوقات لتخفيف الإمساك؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لالا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حسب الأعراض التي ذكرتها في الاستشارة، فإن هذه الأعراض تتماشى مع الارتجاع المريئي، وهو المسبب لغالب الشكوى لديك، وإن دواء البانتازول هو دواء جيد، وستكون نتائجه جيدة -بإذن الله- إن استمريت على العلاج، وبالنسبة للشعور بالدوخة والهبوط وتسارع القلب، فهو غالبا بسبب الحمية التي لم يعتد جسمك عليها بعد، ولكن مع الوقت ستتحسن الأعراض -بإذن الله- وتخف الدوخة وتسرع القلب والشعور بالهبوط.

وبالنسبة للإمساك، فإن الخضار المسلوقة عادة لا تسبب الإمساك، بل هي حمية جيدة لعلاج الإمساك، وإليك بعض النصائح من أجل موضوع الإمساك:
1- تناول الأطعمة الغنية بالألياف، مثل الخضار والفواكه والحبوب وخبز النخالة والشوفان والسبانخ.
2- الرياضة والمشي يساعدان على التخفيف من الإمساك.
3- شرب السوائل بكثرة من 6 إلى 8 أكواب يومياً، وخاصة عصير الفواكه الطازج.
4- الاعتياد على تناول السلطة، وكذلك الشوربة مع الوجبات.
5- التخفيف من الشاي وبعض الأطعمة كالبطاطا والأرز.
6- وكذلك التخفيف من اللحوم والأطعمة الغنية بالمواد الدهنية.
7- وينصح كذلك بالتخفيف من الملينات؛ لأنها مع الوقت تؤدي لحدوث كسل في الأمعاء.
8- ويساعد كذلك تنظيم وقت الخروج للحمام، بتخصيص وقت معين يوميا مما ينظم حركة الأمعاء.
وبإمكانك اتباع هذه النصائح فهي لا تتعارض مع علاج الارتجاع المريئي.

ونرجو من الله أن يكتب لك الشفاء العاجل -بإذنه تعالى-.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً