السؤال
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
لنا ولكم الفخر بهذا الموقع العظيم الذي صال وجال في مساعدة الناس كلهم وأسأل الله أن يجزيكم كل خير.
أريد أن أتحدث عن مشكلتي: منذ الصغر كنت محبًا للمساجد مرتادًا لها طوال الخمس صلوات، وأسبق المؤذن قبل أن يؤذن، وقبل والدي وأشقائي أجمعين، وذلك لما كنت في بلاد الغربة لست في موطني الأصلي، فعندما كبرت في سني أصبح كل من حولي من أصدقاء من ذوي الصحبة السيئة، فصاحبوني وصاحبتهم، ومنذ أن وصلت فترة المراهقة أصبح مساري ينحرف عن المساجد، ويكثر نومي عن الصلوات بالرغم من أني كنت أدرس في حلقة لتحفيظ القرآن، ولكني ازددت سوءًا بعد أن تركت حلقات التحفيظ، فأصبحت أشاهد المحرمات.
أصبحت لا أهتم بأمور الدين كليًا، مما سبب تدن في مستواي وفي تفكيري، وفي تعاملي، وفي طبعي، وأصبحت أكثر عصبية في أبسط الأشياء، أعصب وأضرب أي شخص يغضبني، ولبثت على هذا الحال حتى رجعت إلى بلادي، وهي موطني الأصلي، فأصبحت أدرس الثانوية فيها، وتركت بلاد الغربة، فوجدت فيها الاختلاط، فأصبحت أكثر من الاختلاط، وأرى أنه شيء جميل وفخر، وكيد الشيطان كان قويًا، وظللت على هذه الحال حتى دخلت الجامعة.
في السنة الثالثة في الثامن والعشرين من شهر رمضان من عام 2013، حلمت في منامي أني ذهبت إلى شيخ وأريد التوبة، وذكر لي شروط التوبة، فقررت أن أتوب، فتبت -والحمد لله- بعدها، ولكن يكمن شيء في نفسي، وهي العادة السرية، فبعد توبتي من الذنوب أصبحت أرجع إليها قليلاً، وتارة أبتعد عنها وأتوب مرة أخرى، ثم أرجع.
مع العلم أن الفتن والمغريات كثيرة من حولي، وأنا أدرس في جامعة مختلطة، وأنا الطالب الوحيد في الدفعة، وباقي الطلبة عددهن سبع طالبات، فبالرغم ذلك أشعر بضيق في الصدر من هذه الحال، وإحباط وانتكاسات، أريد أن أوجه إليكم أسئلة لعلها ترشدني من الضلال:
هل أستطيع أن غير من نفسي من النفس الأمارة بالسوء إلى النفس الداعمة للخير، والتاركة للشر، بالرغم من أنهما يجتمعان في شخصية الفرد؟
كيف أغير طبعي وعاداتي وتصرفاتي، وكيف أتعلم العادات الحميدة؟
كيف أزيد من ثباتي على طاعة الله، مع أني أعلم حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام من أرضى الناس بسخط الله سخط الله عليه، ومن أرضى الله بسخط الناس رضي الله عنه، وأرضى عليه الناس.
كيف أترك الذنوب والمعاصي والعادة السرية؟ وكيف أغير نفسي داخليًا؛ لأني أحس بضعف ثقتي بنفسي وبشخصيتي وبتفكيري بسبب الذنوب؟
وآخر سؤال: ما هي الوسائل التي تقوي صلة الفرد بالله وتنال رضاه؟