الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أمر بفترة ملل في حياتي مع زوجي، كيف نتجاوزها؟

السؤال

السلام عليكم

ما العمل لجعل حياتي الزوجية أفضل؟ فأنا وزوجي نعاني من الملل والروتين في علاقتنا، حيث أنني مررت بفترة وحم صعبة أفقدتني القدرة على الاعتناء بنفسي، فأصبحت مهملة لمظهري، وعديمة الاعتناء بشكلي، وأصبحت كسولة حتى في أشغالي المنزلية؛ مما ولد لدى زوجي النفور من البيت والتوتر النفسي تجاهي، وأصبح كثير الشكوى والانتقاد، فأرجوكم أشيروا علي ما الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مسلمة تونسية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

أولاً: أختي الكريمة احمدي الله تعالى أنك متزوجة، واحمدي الله تعالى أنك تنجبين، فهتان نعمتان يتمناهما كثير من النساء في هذا الزمان.

ثانيًا: الخلافات الزوجية شيء طبيعي تحدث في كل أسرة، خاصة في الفترات الأولى من الزواج؛ لأن الزوجين ما زالا في مرحلة التعارف التي يحتاج كل منهما لمعرفة طباع الآخر وميوله واتجاهاته وقيمه ومعتقداته وأفكاره، وغير ذلك من الأمور التي تساعد على الفهم الحقيقي لشخصية الآخر، ثم تأتي بعد ذلك مرحلة التآلف التي يتحمل فيها كل منهما الآخر ويقبله بمحاسنه وعلاته، ثم تأتي مرحلة التعاضد والتكاتف التي يدافع كل منهما للآخر ويصد عنه كل ما يعكر صفو الحياة الزوجية.

الحياة الزوجية -أختي الكريمة- لا تحسب بحسابات الربح والخسارة، ولا بحسابات منتصر ومهزوم، ولا سيد ومسيود، وإنما ينبغي أن ينظر إليها بأنها حياة تكامليه يكمل فيها الزوجين بعضهما البعض، فإن كرهت من زوجك خلقًا فأرضي منه الآخر، وليس هناك إنسان خال من العيوب.

الآن -أختي الفاضلة- نريد أن يستفيد كل منكما من السمات والصفات الطيبة الموجودة في شخصية الآخر، وتحاولا تعديل غير المرغوب من الصفات وتلعبا دور المعالج والمرآة العاكسة، فيمكن أن تنبهي زوجك وينبهك أيضاً بالتي أحسن في الامور التي قد تؤثر على العلاقة بينكما واستخدمي معه أسلوب النقاش، والحوار الهادئ الذي عن طريقه يمكن الاقتناع برأي الآخر، فيتبناه ويعمل به إذا دُرس القرار بصورة مستفيضة وعلمت السلبيات والإيجابيات والفوائد والمضار لأي موضوع يطرح بينكما.

وتأملا معاً سيرة سيدنا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم - خير البشر- كيف كانت معاملته مع زوجاته واعتبريها كمقياس للحياة الزوجية المثالية، وقيسي عليها تصرفاتكما، ولا بد أن يقدر زوجك الحالة التي مررت بها، ويعلم أن هناك العديد من التغيرات الجسمية والانفعالية تحدث في هذه الفترة، ولا بد أن يتفهمها ويصبح مساندًا وداعمًا لك لكي يتم اجتياز المرحلة بنجاح.

وتذكري أن أكبر إنجاز لجنود إبليس هو التفريق بين المرء وزوجه، لذلك استعيذي بالله من الشيطان الرجيم، واحسني الظن في زوجك، فهناك خلافات زوجية أكبر بكثير من الذي ذكرتها، ولكنها لم تؤثر في الحياة الزوجية، بل زادتها قوة ومنعة بعد أن حكم كل من الزوجين عقله ورجع لصوابه.

وفقكما الله وجمع بينكما على خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً