الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تغيرت علاقتي بصديقي وصرنا كالأغراب .. فكيف نصلح ذلك؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لدي مشكلة وهي: كان لدي صديقان مقربان جدا، نعمل كل شيء سوياً، ونحب بعضنا كثيراً، لكن مع مرور الأيام تفرقنا، وكره بعضنا بعضاً، وأصبحنا نلتقي لكن بنكهة مختلفة؛ ليست كما كنا في السابق، تغيرنا كثيراً، وأصبحنا نرى أنفسنا غرباء، ونظرتنا تغيرت جداً، وكأننا لم نعرف بعض.

أريد منك يا دكتور طريقة لكي نرجع كالسابق مثلما كنا أصدقاء حقيقيين، ونحب بعضنا بعضاً كثيراً، ويزول هذا الشعور الغريب.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إسلام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أعبر لك عن اعتزازي بك، وأشكرك من كل قلبي على طلبك للاستشارة، وهذا يدل على رجاحة عقلك رغم صغر سنك، بارك الله فيك، وفعلاً أعتز بأن من بين أبنائنا من يملك وعياً كوعيك حفظك الله.

الصداقة -ابني الغالي- شيء مهم في حياة الإنسان؛ فالإنسان اجتماعي بطبعه ولا يستطيع العيش بمفرده، ومن بين احتياجات الإنسان تأتي الصداقة لتشكل احتياجاً ضرورياً له، ليشعر بالتوازن النفسي، ويتمتع بالصحة النفسية، وحرصك على أصدقائك يبيّن أنك شخصاً وفياً لا تنسى المعروف بسرعة، وتؤثر فيك العشرة الطيبة، وهذا دليل على نبل أخلاقك، مع أنك لم تذكر أو تفصل الظروف التي أبعدتك عن أصدقائك.

وهذا أمر مهم استرعي انتباهك له:
اجلس مع نفسك بصدق؛ وفتش عن الأسباب التي أبعدتكم عن بعض، وأثرت في علاقتكم ودوّنها، فإذا عرف السبب عندها تستطيع حل المشكلة -إن شاء الله- وإرجاع العلاقة، ادعهما على الغداء أو العشاء وتناقش معهما حول ما تشعر به، وحاول أن تشركهما في إيجاد حلول لهذه المشكلة.

وتذكر أن العلاقة والحب إذا كان لله دام واتصل، فإذا كانت علاقتكم لله سترجع أقوى من قبل بإذن الله تعالى، واحرص دوماً على ما ينفعك، فإذا كانت علاقتك بهم تقربك من الله، وعلاقة مفيدة ومثمرة ونافعة تأكد أن الله سيساعدك لإرجاعها أفضل من قبل.

وفقك الها ورعاك، وسدد على طريق الخير خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً