السؤال
أحب شاباً ويحبني جداً، ومتفقين على التقدم رسمياً بعد امتحاناتي، وقد طلب مني أن يلمس يدي فقط، وأنا واثقة فيه جداً أكثر من نفسي، ماذا أفعل؟
أحب شاباً ويحبني جداً، ومتفقين على التقدم رسمياً بعد امتحاناتي، وقد طلب مني أن يلمس يدي فقط، وأنا واثقة فيه جداً أكثر من نفسي، ماذا أفعل؟
بسم الله الرحمن الرحيم
ابنتي العزيزة/ ولاء حفظها الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أسأل الله أن يحفظك ويحفظ شباب المسلمين، وأن يلهمنا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا.
فإن معظم النار من مستصغر الشرر، والمؤمن لا ينظر إلى صغر الخطيئة ولكن ينظر إلى عظمة من يعصيه، فاحذري من الموافقة على طلب هذا الشاب الذي ينبغي أن يبتعد عنك، ويأتِ البيوت من أبوابها، وحتى بعد الخطبة لا يجوز له أن يلمس يدك؛ لأن الخطبة عبارة عن وعد بالزواج، وقد يتنصل الشاب من الخطبة.
ولأن يطعن الإنسان بمخيط من حديد خيرٌ له من أن يمس جسد امرأة لا تحل له، فلا توافقي على طلبه، وذكريه بالله وابتعدي عنه، حتى يعقد عليك رسمياً.
وإذا وافقت على طلبه فهذا خطأ فادح سوف تدفعين ثمنه غالياً حتى لو تم الزواج؛ لأن الشيطان سوف يقول له بعد ذلك ما المانع أن توافق هذه المرأة على أن يلسمها أي رجل فهي إذن لا ترد يد لامس والعياذ بالله، وهذه التنازلات لا تقف عند حد، وإذا رضيت بهذا فسوف يطلب منك ما بعده، وقد تقع الكارثة فلا ينفع عند ذلك الندم، ومن لطيف الإشارات أن القرآن لم يقل ولا تزنوا، وإنما قال سبحانه: (( وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى))[الإسراء:32]، فهذا نهيٌ عن مجرد قربان هذه الفاحشة، بل هو سدُّ لكل الأبواب الموصلة إليها، وإذا اقترب الإنسان فقد لا يملك نفسه، فلا تثقي في أي رجل فإن للشيطان مداخل، وما ترك رسولنا صلى الله عليه وسلم فتنة أضر على الرجال من النساء، وقد تقع الخيانة والمعصية بمجرد النظرة فكيف باللمسة؟!
وأرجو أن تجتهدي في الابتعاد عنه حتى يطلب يدك رسمياً من أسرتك، ولا تنخدعي بالعبارات المعسولة وكلمات الحب الكاذبة، فهذا زمانٌ يبيع الناس فيه العواطف، ويظهر فيه كل من الشاب والفتاة ما ليس فيه من باب المجاملة، ورفضك للوقوع في هذا الذنب سوف يكشف لك حقيقة هذا الفتى، وهل هو حريص على طاعة الله أم هو رجل لا يخاف الله؟ وإذا كان كذلك فعليك أن تهربي من رجل لا يخاف الله، ولا يتذكر إذا ذُكر وخوف بالله.
وبالله التوفيق.