الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هو تعريف الوسواس، وما أسبابه؟

السؤال

السلام عليكم.

من فضلكم ما علاقة الوسواس بالعين والحسد، هل الوسواس ظاهرة عابرة أم مرض دائم؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ كنزة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الوسواس لا نعتقد أنه له علاقة بالعين والحسد، الوسواس قد يكون علَّة طبية نفسية، أو قد يكون وسواسًا خنَّاسا، بمعنى أن الشيطان هو الذي سببه من باب قوله تعالى: {من شر الوسواس الخنَّاس} وهذا النوع من الوسواس قليل، وهي وساوس تنحصر في الإغواء والشهوات والشبهات، وبذكر الله تعالى يخنس الشيطان ولا شك في ذلك، أما الوساوس الطبية فهي الأكثر.

وأيضًا كلمة الوسواس كلمة قد لا تكون واضحة المعالم بالنسبة لكثير من الناس، فحديث النفس يعتبره البعض وسواسًا، الأفكار الظنانية يراها بعض الناس أيضًا وسواسًا، الأفكار الملحة والمستحوذة تعتبر وسواسًا، بعض الناس يسمعون الأصوات لأشخاصٍ لا يرونهم يعتبرون أن ذلك وسواسًا، وهو ليس وسواسًا، فإذًا يجب أن نتأكد من المقصود بمصطلح الوسواس.

سؤالك الآخر: هل الوسواس ظاهرة عابرة أم دائمة؟

الوسواس في أغلب الأحيان هو ظاهرة عابرة، وكلنا يتعرض لشيء من الوسوسة، شيء من حديث النفس، شيء من المخاوف الوسواسية، شيء من التحفُّز الوسواسي، شيء من التردد، شيء من الشكوك، هذا أمر طبيعي جدًّا ويمر على معظم البشر، لكن الأمر قد يصل لمرحلة مرضية، حين يكون مستحوذًا ومُلحًا ومسيطرًا، وتتبعه أفعال أو طقوس أو ترتيبات معينة، في مثل هذه الحالة يكون الوسواس قد أصبح مرضًا، وقد يكون عابرًا -أي قصير الأمد- أو قد يكون مُزمنًا، أو قد يكون متقلبًا، بمعنى أنه يأتي ويختفي ويظهر مرة أخرى.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً