السؤال
السلام عليكم
أشكركم على هذا الموقع الرائع الذي استفدت منه الكثير، اطلعت على قسم الاستشارات النفسية، ووجدت نفسي في بعضها، ولكن عزمت على استشارتكم لتوضحوا لي الأمر.
أنا شاب عشريني، أعاني من التسويف الشديد في كل نواحي حياتي مما ساهم في تعطيل جزئي لمستقبلي وطموحي؛ فأنا -الحمد لله- قد أنهيت التعليم العالي، ولكن أحيانًا أقوم بتأخير أمور مصيرية بلا مبالاة، أو شعور بالذنب إلى أن أصل إلى الحافة، فهنا أسارع في السير محاولا اللحاق بالركب، وأنجح -ولله الحمد- ولكن الأمر متعب، وليس طبيعيًا.
كما أسلفت: التسويف عام في حياتي، أريد أن أتخلص منه إلى الأبد، ولكن كيف؟ أنا متشكك وحساس جدًا وألوم غيري كثيرًا، ربما لتبرير الفشل وأفتقر إلى الاستمتاع بالقيام بالأشياء، متشائم.
معنوياتي منخفضة، وكذلك تقديري لذاتي، وهناك صراع داخلي مستمر أرهقني وأثقل كاهلي، وأشكو أيضًا من نقص في الطاقة لمواجهة المشكلات، ويكاد يكون الدافع للحياة معدوم، ويبدو لي غالبًا أنني لا يجب أن أكمل الحياة؛ لأنها بلا معنى أو طائل.
أيضًا أعاني من نظرة تشاؤمية وسوداوية، ودائمًا أفكر بالمستقبل، وما سيحدث لي، مع العلم أن التفكير بالمستقبل المصحوب بالقلق بدأ معي منذ عشر سنوات، وها هي العشر سنوات قد مرت على الجميع بمن فيهم أنا، ولكن الفرق أنها مرت عليهم بسلام، بينما مررت بها في قلق مستمر وخوف، لا أعلم سببه، خوف من المجهول، وأعاني من الإحباط، وجلد الذات باستمرار، وشعور بالحزن أحسبه متوسطًا، وعلاقتي الاجتماعية متوترة إلى حد ما، وخصوصًا مع أهلي، فأحيانًا أشعر بالاشمئزاز من التحدث إليهم.
ولا أنسى التردد الذي أثقل كاهلي، فقد سئمت منه جدًا، فكيف الخلاص؟ وهنا أذكر موقف حصل لي في طفولتي قد يكون له دور ما، وهو موت صديقة أمي، فقد جعلني أشعر بالخوف من الموت، ونوبات الهلع التي استمرت بضع سنين، وانتهت -ولله الحمد- وكان يصاحبها خفقان مفاجئ للقلب يوقظني أحيانًا من النوم، فتبدأ مرحلة الرعب والخوف من الموت.
لا أنسى أن أذكر أنني أتردد بدخول المجالس المكتظة بالناس، لا أصنف نفسي ضمن الرهاب الاجتماعي الشديد أو القوي فأنا -والحمد لله- ليس عندي مشكلة في التحدث مع الناس سواء معارف، أو غرباء، ولكن النقطة السابقة هي التي أعاني منها فقط، وهي المجالس المكتظة، أريد أن أتحرر من هذه القيود المزعجة، فكيف السبيل؟ ولا مانع لدي من استخدام العقاقير النفسية، ولا أعلم لماذا أشعر براحة كبيرة لو نصحتموني باستخدام بروزاك لا أدري لما أنا مستبشر به، وحبذا لو تذكرون لي الأعراض الجانبية والانسحابية، وهل يجب علي أخذ الدواء إلى الأبد؟
وجزاكم الله خيرًا لما تقدمونه من عون، وأعتذر لأنني أسهبت في طرح المشكلة.