الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من فقد الرغبة الجنسية والانتصاب، ما السبب؟ وما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا أخوكم أحمد، عمري (25) عاما، واستشارتي بخصوص عدم وجود الرغبة الجنسية، وضياع الانتصاب والاستثارة، مع وجود ألم طفيف في الخصية اليسرى.

بداية أنا أتناول عقار (السيرترالين) وقبله (السيرباس) و(السيرلفت) وذلك لأنني أعاني من مرض الرهاب الاجتماعي، وأتناوله بمقدار (50) مليجراما، ولكن ليس بصفة يومية، بل بصفة متقطعة، يوما وتفويت يوم، أو المواظبة كل يوم على تناول الوجبة العلاجية، ولكن لست منتظما في تناول الجرعة، وذلك لأني -بفضل الله- أشعر بتحسن، ولكن سبب عدم تركي للدواء أنني أنتكس إذا تركت الدواء، مع العلم أني أتناوله منذ سنتين ونصف، وقطعت تناوله ثم عدت بسبب الانتكاسة.

المشكلة أنني كنت ذا رغبة جنسية عالية، وأفرط في العادة السرية، وحدث لي ألم في الخصية، وحرقان في البول شديد، ونصحني طبيب بالابتعاد عن العادة السرية، ونصحني بعمل أشعة على الخصية، فوجدت عندي دوالي متوسطة، وتركت العادة السرية فترة، ثم عدت بشراهة مرة أخرى فأصبت بسرعة قذف، ومع أخذي لدواء السيرترالين قلّت الرغبة، مع تأخر القذف، ولكن كنت أشعر بالرغبة الجنسية والإثارة، ولكن الآن انقطعت الرغبة تماما، ولا يوجد انتصاب ولا إثارة، وتلك المشكلة حدثت لي في غضون أسبوع لا أشعر فيه بأي انتصاب ولا إثارة، وأشعر بمشكلة لأني سأرتبط قريبا -إن شاء الله- وأخشى على حياتي الزوجية.

أعتذر على الإطالة، وأرجو الإفادة، وأشكركم على حسن تفهمكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

في حالتك هناك العديد من العوامل قد تؤثر بشكل سلبي على الانتصاب والرغبة الجنسية، ومن أهم تلك العوامل:
- تناول العلاجات النفسية لوقت طويل قد يؤثر مع مرور الوقت على الانتصاب والرغبة الجنسية، وهو ما يتطلب العودة لطبيب الأمراض النفسية في محاولة لتعديل تلك الأدوية بما يُناسب حالتك النفسية، وبما لا يؤثر على الجانب الجنسي.

- الإفراط في ممارسة العادة السرية يؤثر سلباً سواء على الجانب العضوي أو النفسي في الحالة الجنسية، ومع الوقت، ومع التوقف عن العادة السرية، والحرص على التغذية الجيدة، والرياضة المنتظمة تتحسن الحالة، ويتخلص الجسم تدريجياً من الآثار السلبية للعادة السرية.

- حرقان البول، ووجود التهابات في البروستاتا أو قناة مجرى البول قد يؤثر سلباً على الحالة الجنسية، وهو ما يحتاج لعمل تحليل، ومزرعة للبول والسائل المنوي، وبيان هل هناك التهاب أم لا؟

- كذلك عمل بعض تحاليل الدم؛ لبيان هل هناك خلل قد يؤثر على الصحة الجنسية أم لا؟:
Testosterone free & total
prolactin
lipid profile
fasting blood sugar
TSH , T4
E2
ومن ثم تتواصل معنا لمتابعة الحالة، والاطلاع على التحاليل، وأخذ رأي طبيب الأمراض النفسية.

والله الموفق.
++++++++++++++++
انتهت إجابة د/ إبراهيم زهران استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية وأمراض الذكورة، وتليها إجابة د/ محمد عبد العليم استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان
++++++++++++++++
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، ونرحب بك في إسلام ويب، وكما ترى فقد قام الأخ الدكتور إبراهيم زهران بالإجابة على استشارتك وإعطائك المعلومات المهمة والضرورية، التي أسأل الله تعالى أن ينفعك بها، وأنا من الجانب النفسي أقول لك:

من أسوأ الأشياء أن يُوسوس الإنسان إذا كان عازبًا حول أدائه الجنسي، هذه مشكلة كبيرة جدًّا، وأنا أستطيع أن أقول -وحسب ما هو وارد في رسالتك- أنه ليس لديك مشكلة جنسية عضوية، الذي بك -أيها الفاضل الكريم- هو اهتمامك الكبير والكثير ومراقبتك لذاتك بصورة مطلقة جدًّا، وربما تكون لديك مفاهيم خاطئة عن الذكورة. هذا -أيها الفاضل الكريم- أدَّى إلى تضخيم وتجسيم ما تعاني منه، وقطعًا العادة السرية لها تبعات سيئة، لكن التوقف عنها يؤدي إلى تحسُّنٍ تدريجي لدى الإنسان.

أنا أقول لك: أولاً، بالنسبة للأدوية التي تتناولها -وهي: السيرترالين، والسيرباس، والسيرلفت- هذه بالفعل قد تؤثِّر خاصة لدى الإنسان القلق، والذي يُراقب وظائفه الجنسية، تؤثِّر عليه سلبيًا، وقد تُضعف الانتصاب عنده.

فراجع طبيبك حول هذه الأدوية، ويجب أن تُستبدل بأدوية أخرى مثل الـ (ترازدون) أو الـ (ويلبيوترين) فهي أدوية جيدة ومفيدة، ولا تؤثِّر سلبًا على الأداء الجنسي أو المقدرات الجنسية.

وعليك بممارسة الرياضة -هذا أمر مهم جدًّا- وعليك تنظيم غذائك، والنوم الليلي المبكر، واصرف انتباهك تمامًا عن الذي أنت فيه، وبعد أن تتأكد أن مستوى هرمون الذكورة طبيعي يجب أن تطمئن تمامًا أنه ليس لديك علة جنسية أبدًا.

ويا أيها الفاضل الكريم: الاستثارة الجنسية الحقيقية تكون بعد أن يتزوج الإنسان، ووجود الزوجة هو أكبر المثيرات، والعلاقات الجنسية بين الأزواج تتم في حميمية وفي ستر وفي أمانٍ وفي رحمة ومودة، وهذا من وجهة نظري هو أكبر المثيرات خاصة بالنسبة للرجل.

فأرجو أن تطمئن، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • تشيلي ابو عمار

    ما اروعكم شكرا لكم و بارك الله لكم و بكم و نفع الناس بعلمكم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً