السؤال
السلام عليكم.
أنا سيدة عمري 27 سنة، متزوجة، أم لطفلتين، حياتي الأسرية هادئة، ومتفاهمة مع زوجي، بدأت مشكلتي مع بداية الأزمة في سوريا، فقد أصبت بالهلع والخوف حين اشتد القصف، فشعرت أني سوف أموت.
استقرت أموري عند المجيء إلى ألمانيا مع زوجي وطفلتي الأولى، واختفت الأعراض، وبعد شهرين من ولادة طفلتي الثانية، بدأت في استعمال حبوب منع الحمل لمدة ثلاثة أسابيع، فشعرت بألم في الجهة اليسرى من الصدر، فراجعت الطبيبة، فأخبرتني بعدم وجود علاقة بين حالتي والدواء، لكني توقفت عن أخذ الحبوب، وقمت بعمل تحاليل دم، فكانت النتيجة سليمة.
راجعت طبيب القلب، وعملت تخطيطا وإيكو، وكانت النتيجة سليمة، وبعد شهرين شاهدت مقطع فيديو عن شاب مات فجأة، فأصابتني نوبة هلع، وشعرت بالموت، ومن حينها بدأت أنتظر النوبة القلبية، وبحكم غياب زوجي عن البيت لوقت متأخر، بدأت البحث في الأنترنت عن تفسير حالتي، فقرأت عن وسواس الموت، وبدأت بتطبيق ما أقرأه على نفسي، حتى وصلت إلى مرحلة الانطواء وعدم الخروج من المنزل، وعدم الكلام، وصرت أراقب ما يحدث حولي وأنام، أصبحت أخاف من نظرات من حولي، ومن الاتصالات، وأخاف أن أسمع أخبار الموت من سوريا.
صارحت زوجي بمشاعري، فأخبرني أنه وسواس، وطلب مني الخروج من عزلتي، ففعلت ما طلب مني، وصرت أخرج مع صديقاتي، وأستخدم حبوب من عشبة اللافندر لعلاج القلق لمدة شهرين، وأصبح زوجي يعود إلى البيت مبكرا.
لكني ما زلت أعاني من شعور القلق والإحساس بالموت، أحيانا أستسلم للموضوع، وأحيانا أصرف التفكير، وأشعر دائما أن عقلي يفكر، ولكن لا أعلم بماذا، وأحس بارتباك وتشويش، حتى جاءت فترة أحسست أني لست من الواقع.
منذ عدة أيام استخرت في موضوع مراجعة الأطباء، فحلمت ثلاثة أحلام، الأول: أن أخي يعاني من مشكلة وأنا ساعدته، والثاني: أني في سوريا في بيت أهلي، وهناك أطفال ماتوا مسمومين، وأن سيدة تطلب من زوجها زيارة طفلهما في المقبرة، مما جعلني أفكر أنه يجب علي عدم الخوف من الموت؛ لأني أهلي سيزوروني في المقبرة، وأن جدي يطلب من جدتي الجلوس عنده، علما أن أهلي في سوريا، وأنا أشعر بالغربة، والحلم الثالث: أني أنظف صفا في المدرسة وأعطتني المدرسة حلوى بعد أن هددتها.
ومن وقتها وأنا أربط كل شيء بالأحلام، فقد مرضت ابنتي وفسرت مرضها بالأطفال في الحلم، وذهبت إلى حفلة وتناولت الحلوى قلت هذا تفسير الحلم، وهذا حالي منذ ستة أشهر.
أرجو مساعدتي فأنا أشعر بالضياع والخوف، ولقد لجأت إليكم لمساعدتي، مع العلم أني التزمت بالصلاة والأذكار، ولكن يأتيني وسواس أني منافقة بفعلي هذا، وهل يجوز أن أدعو لنفسي بطول العمر؟