السؤال
السلام عليكم.
أنا آنسة بعمر 24 عاماً, توفيت أختي الكبرى تاركة 6 من الأولاد، أكبرهم 15 عاماً، وأصغرهم عامين، ومنذ اللحظة الأولى بعد وفاتها شعرت وكأنهم أولادي، ومن هذه اللحظة مسؤوليتي الحفاظ عليهم ورعايتهم، وإرشادهم، وأن يكبروا على نفس النهج الذي كانت تتبعه والدتهم، ويكونوا على الحال الذي كانت تتمنى رؤيتهم عليه.
رغبت بشدة أن أعيش ما تبقى لي من حياة معهم، وأن أحميهم من مرارات التخبط، فالحياة والشعور بانعدام الأمان، ومن خوف العيش مع امرأة غريبة قد تكون جيدة، وقد تكون لا، وترهق مشاعرهم، وهم في سن صغيرة، أشد الحاجة للقدوة الحسنة والتوجيه السليم، لكن -ولله الحمد على كل حال- ما استطعت فعل ذلك، وحدث ما كنت أخشاه، ومرت السنوات وهم في تخبط، وذاقوا كل مرارات فقد الأم والسند والأمان والتوجيه السليم، وما إلى ذلك.
الحمد لله، بالتأكيد الله حافظهم وراعيهم، أنا أتواصل معهم يومياً طول الوقت عبر شبكة الانترنت، لأننا في دول مختلفة، وأراهم مرة كل سنة، يأخذون معظم وقتي وتفكيري دائماً، وإذا احتاج أي منهم إلى شيء أحاول أن أكون حاضرة دائماً لمساندته وتوجيهه.
أشعر كثيراً بالقهر والعجز إذا أصاب أحدهم حزن أو مكروه، وأفتقدهم إلى أقصى حد، وأمضي أحياناً ليالي وأنا أدعو الله أن يجمعني بهم لآخر عمري، وأحلم باليوم الذي أستطيع فيه أن أجتمع بهم للأبد وأرعاهم عن قرب.
يوجد بداخلي دائماً شعور برفض فكرة الزواج، لأني لا أريد حياة بعيده عنهم، أو أن يشغلني عنهم شيء، وهناك أسباب أخرى لفرضي الزواج بعيدة عنهم.
نصحتني أختي باستشارة دكتور اختصاصي نفسي، لأنها ترى أن مشاعري تجاههم ما هي إلا تعلق مرضي يستوجب العلاج، فهل من الممكن أن يكون كذلك حقاً، وليست مشاعر أمومة طبيعية؟ وهل تنصحوني بزيارة طبيب نفسي؟