الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل هناك تعارض أو ضرر من تناول العلاج النفسي أثناء عمل الحمية الغذائية؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أنا فتاة، عمري 23 عاما، منذ فترة كان لدي اكتئاب، وتناولت دواء اكتئاب لمدة أسبوعين، وكنت أعمل حمية مع هذا الدواء، ويبدو أن الدواء كان شديدا عليّ، فحدثت لي نوبات خوف، اعتقدت أني سأموت، وذهبت للمستشفى، ومن هنا حياتي انقلبت رأسا على عقب، ذهبت لدكتورة نفسية، وأخبرتني بأنها نوبات هلع، وأصبحت شديدة الخوف تجاه الأدوية واعتقدت أن الدواء سوف يسبب موتي، وقالت لي: أن ما حدث لي ليس له علاقة بدواء الاكتئاب الذي كنت أتناوله، ولكني لا أصدقها، وصرفت لي دواء لمدة 6 أشهر لوسترال 50 ، حبة في الصباح ونصف حبة ليلا، وزولام 25 حبة واحدة في الصباح، ونصف حبة اولابكس ليلا.

أتناول هذا الدواء منذ 5 أشهر، ولكني لا زلت أشعر بخوف شديد، وأحس بأني فقدت طعم الحياة، وأصبحت أشعر بأن كل شيء بهت في هذه الحياة، ابتعدت عن أصدقائي، وحتى أخي لم أعد أتواصل معه منذ شهرين، وهو مسافر، ولم أعد أخرج من منزلي، وزاد وزني بشكل كبير، حتى أبي لم أعد أتكلم معه رغم أننا نعيش بنفس المنزل.

أصبحت أكره نفسي، وهاجسي الأكبر الدواء، أنتظر يوميا أن يحدث لي شيء، وأعتقد أن هذا الدواء سيقتلني؟ فهل ما أفكر به صحيح؟

ذهبت لطبيب آخر، وأخبرني بأن حالتي تستلزم المداومة على الدواء أكثر من 6 شهور، ولكني خائفة من أن تقتلني آثاره الجانبية.

حاليا أنا أقوم بعمل حمية غذائية متوازنة، فهل هناك خطورة على صحتي أثناء فترة العلاج؟

فقد أصبحت سمينة للغاية، وأحاول أن أحسن من نفسي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ياسمين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأسأل الله تعالى أن يزيل عنك هذا الاكتئاب.

بالفعل الاكتئاب يمكن أن يُهزم، ويمكن أن يُحاصر، ويمكن أن نقلِّل من تأثيره كثيرًا بأن يكون الإنسان إيجابيًا، إيجابيًا في كل شيء، في أفكاره، في أفعاله، فيما هو يبتغيه، فالجئي إلى الفكر الإيجابي، كل الأفكار التشاؤمية يجب أن تحقّريها، ولا بد أن تكوني فعّالة من خلال التواصل الاجتماعي الإيجابي، مع صديقاتك، مع أرحامك، هذه أيضًا وسيلة علاجية مهمة وضرورية في مثل حالتك.

ممارسة الرياضة المتوازنة فيها خير كثير لك، تنظيم الطعام، أو الدخول في حمية أو (دايت)، هذا لا بأس به، لكن أيضًا يجب أن يكون متوازنًا، وليس من الضروري أن ينقص الوزن خلال فترة قصيرة، هذا ليس صحيحًا.

هذا هو الذي أنصحك به، والأدوية - أيتها الفاضلة الكريمة - عليها ضوابط شديدة جدًّا، الدواء لا يُرخَّص إلَّا إذا ضمنَّا سلامته. هذه هي النقطة الأولى. إذًا السلامة قبل الفعالية، وما كُتب لك من أدوية؛ أدوية سليمة، لكن أتفق معك أنها قد تؤدي إلى زيادة في الوزن في بعض الأحيان.

الأدوية التي تتناولينها بالرغم من أنها أدوية سليمة لكنها قد تزيد الوزن قليلاً، وأنا أرى أن الدواء الأنسب لحالتك هو البروزاك أو الفلوزاك، والذي يُسمى علميًا (فلوكستين)، دواء رائع جدًّا، دواء فعّال لعلاج القلق والكآبة وكذلك الوسوسة، والمخاوف التي تحدثت عنها، كما أنه يتميز أنه لا يؤدي إلى زيادة في الوزن، وهذه ميزة إيجابية جدًّا، وفي ذات الوقت يُعتبر البروزاك هو العلاج الأول فيما يتعلق بعلاج حالات ما يُعرف باضطراب الشهية العُصابي، بعض الناس قد تقلّ عندهم الشهية بصورة عصابية جدًّا، كثير من البنات يحبون النحافة، والبعض أيضًا قد يزيد وزنه من خلال تناول الطعام غير المنضبط، هنا نجد أن للبروزاك فعالية كبيرة جدًّا في أن يجعل الإنسان متوازنًا في تناول طعامه، ومشاعرك إن شاء الله حول الأكل أيضًا ستكون مشاعر متوازنة وإيجابية، فاستشيري طبيبك فيما يتعلق باستبدال الأدوية الحالية التي تتناولينها بعقار واحد وهو البروزاك، أو ما يعرف باسم (فلوكستين).

بارك بالله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً