السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا صاحب الاستشارة رقم: (2367782) أود أن أصف لكم حالتي العامة، وأود أن أحدد لكم أغلب الأعراض.
أنا -والحمد لله- إنسان طبيعي لدي علاقات طيبة مع الناس، وشخصيتي محبوبة عند أهلي، ولست عصبيا ولا عنيفا، مستواي الدراسي جيد، ولياقتي البدنية طبيعية، ولا أعاني من أي مرض عضوي بفضل الله تعالى، كما أنني أحسن التصرف، ويعتمد علي في مشاغل الحياة، ولدي رفقة صالحة، ومحافظ على الصلاة، ولا يبدو علي أي تغيير من الخارج، فكل من يراني لا يرى أي مشكلة بي -والحمد لله- على كل حال.
المشكلة الرئيسية تكمن في داخلي توجد في عقلي تضاربات داخلية أجد نفسي مصدقا لها، ولا أعلم لماذا لا أعلم، كيف أصفها، هي فقط تبعث شعورا غريبا، لا أشعر بالطمأنينة ولا بالسكينة، لا أكاد أجزم أنها أفكار أو تساؤلات هي فقط إحساس وشعورا داخليا، وقد وضحت لكم في استشارتي السابقة ما عانيته من مخاوف، ولكن حين فكرت في الأمر وجدت نفسي لا أدرك ما شعرت به في السابق.
المهم أن ما أعاني منه هو عبارة عن شعور بالاستثنائية والتميز عن الناس ليس بالإيجاب ولكن بالسلب (مثل لماذا أنا من بين الناس) صرت استغرب من التفكير، أو معنى التفكير وأستغرب من المفاهيم التي يدركها أي إنسان عادي، وصرت أستغرب من الوجود والحياة، وقناعاتي الداخلية لم أعد أشعر بها، ولا أعلم معنى القناعة أصلا، ويأتيني شعور بالرفض لبعض الأمور الدينية والعقائدية التي لا أريد أن أذكرها، وعدم الانقياد لها مع أن الجميع يدرك أنها صحيحة ومنطقية، ولكني أشعر برفضي للمنطق، كما أنني أصبت نوعا ما بتبلد المشاعر فلم أعد أعرف الفرح أو الحزن أو الغضب أو المتعة، وأني كما ذكرت لكم اختلط عندي المفهوم، وأشعر أني استثنائي، ومرات تذهب بي خيالاتي بعيدا، ولا أستطيع إيقافها وهكذا.
قرأت كثيرا عن المشاكل النفسية والاضطرابات العقلية فتعرفت على الوسواس القهري والقلق والاكتئاب واختلال الآنية وغيرها، كما تعرفت أيضا على الاضطرابات الذهانية والفصامية، وقرأت عن معاناة الكثير من الأشخاص على أمل أن ألقى حالة تشبهني، ولكني لم أجد ما يملأ قلبي بالطمانينة، أدرك تماما أني كنت طبيعيا في ما مضى، وهذا ما جعل في نفسي بعض الأمل أن أرجع لسابق عهدي.
بالنسبة للأعراض الجسدية فهي متمثلة في الصداع المتقطع، وعدم الارتياح في منطقة البطن، مع قلة خروج الغازات، وإمساك، ولكنه ليس مزمنا مع أرق احيانا، وعدم الرغبة في البكاء على عكس بعض الناس الذين قرأت عنهم.
سؤالي هو: هل مرت عليكم حالات مشابهة لحالتي؟ وما هو تشخيصها؟ وهل يمكن لأفعالي وتصرفاتي أن تغطي على تفكيري وقناعاتي؟
أعتذر عن الإطالة، وأتمنى أن أجد عندكم ما يريحني، وجزاكم الله عنا كل خير.