الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ظلم بعض الأزواج لزوجاتهم وأولادهم

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أختي كانت متزوجة برجل غير صالح، ولكنها كانت صابرة من أجل الأولاد، ومنذ زواجها وهي جالسة عندنا في منزلنا، وتذهب له فقط آخر الأسبوع وتحصل بينهما مشاكل كثيرة، ولقد حصل انفصال بينهما بسبب وجود بنت عمي، المهم أن الموضوع وصل إلى المحكمة، وأخذت حكماً من المحكمة لتأخذ حقها، لكنه هرب وباع الشقة حتى لا نعرف مكانه، وظلت أختي عندنا هي وأولادها (ولد وبنت) ومنذ ذلك الفترة (سنة) لم يصرف على الأولاد، ولا حتى يراهم، وكانت يوم الجمعة الماضية بنته تعمل عملية اللوز، وهو يخطب امرأة أخرى.

أريد دعاءً لفك هذا الكرب والنصر لهذه المسكينة المظلومة.

نرجو الرد سريعاً، وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Safaa حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نسأل الله العظيم أن ييسر الأمور، وأن يغفر الذنوب، وأن يلهمنا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا.

إن الظلم مرتع مبتغيه وخيم (( وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ ))[الشعراء:227]، وسوف تؤجر هذه الأخت على صبرها بإذن الله، ولن يضيع الله هؤلاء الصِبْية؛ لأن الأرزاق بيد الله.

وتتجلى هنا عظمة هذه الشريعة التي تجعل الدين مقياساً لصلاح الأزواج، فيقول عليه الصلاة والسلام: (وإذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه) لأن الخلل والعيب والنقص إنما يكون إصلاحه بالدين، أما إذا لم يكن للإنسان دين فحُقَّ للناس أن يخافوا منه ويبتعدوا عنه، ومن زوج بنته من فاجر فقد قطع رحمها.

و(عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له)، فأرجو أن تعينوا هذه الأخت على الصبر والثبات، وعليها أن تحمد الله الذي خلَّصها من ذلك الشرير.

وغداً سوف يكبر هؤلاء الصغار ويقفون إلى جوار أمهم، وسوف تطول ندامة ذلك القاسي، وسوف ينال جزاءه في الدنيا قبل الآخرة، ولا يغرنك ما هو فيه، فإن الله يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يُفلته.

ونصيحتنا لهذه الأخت بعد تقوى الله والحرص على مرضاته، أن تُكثر من اللجوء إلى من يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء، ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام، ويقول: (وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين).

وأرجو أن نعلم أن الإنسان قد يكذب على القاضي ويحتال على القوانين الأرضية ويهرب من المسئولية، ويقصر في حق زوجته والرعية، لكن ماذا سيفعل حين يقف بين يدي الله وينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم! وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم! وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، وماذا سيقول في ذلك اليوم الذي تشهد فيه على الظالمين ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم؟!!

نسأل الله لكم التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً