السؤال
السلام عليكم.
يا شيخى أرهقت نفسي وأرهق قلبي من كثرة كبت وإخماد ما فيهما، ومن شدة الاحتياج نفسياً وجسدياً لأنيسة صالحة أتشارك معها ما في قلبي ونفسي.
الحمد لله طول فترة الجامعة وأنا أتقي الاختلاط أو التحدث مع زميلاتي تماماً، وأحاول جاهداً غض بصري سواء في الشارع أو لما يظهر لي على الهاتف ابتغاء لبركة الحلال، ولأني أعرف أني ضعيف، وأخاف أن أدخل في دوامة الصداقات والحب.
كل هذه الأمور المرهقة للقلب والنفس أكثر، حتى انتشر عني أني منغلق ومتشدد، ولا أعرف كيف أتعامل مع البنات أصلاً، وحذفت جميع مواقع التواصل الاجتماعي على الرغم من ما فيها من فوائد، ولكن نفسي كانت ربما تحتاج لمجرد قراءة كتاب يتكلم عن مثال لأسرة مسلمة يسودها الود والرحمة والتعلق بالله مثلاً.
الحمد لله أنا مواظب على قيام الليل قبل الفجر والدعاء والتضرع والبكاء لله، وكذلك محاولة التدبر في القرآن أثناء القراءة في القيام بالإضافة للاشتراك في مساقات طلب العلم الشرعي أسأل الله الثبات على هذا كما هداني إليه بعد أن كنت كثير الذنوب.
أعلم أنه ليس هناك حل لمشكلتي إلا الصبر والتصبر والالتجاء والتضرع لله، ولكني أخاف أن تمل نفسي وتضعف وأنساق لوساوس الشيطان فأهلك وأظلم نفسي وأكن من الخاسرين، ووالله لو خيرت بين الموت أو الخضوع لوساوس الشيطان لاخترت الموت، وأحياناً عندما يشتد على الأمر أقول يا الله اقبض روحي قبل أن تكتب لي الزلل فيما يوسوس لي به الشيطان.
أنا لا أنوي قول هذا ثانية، ولكني بعد أن ذقت حلاوة الإيمان بالله والقرب منه صار الموت أحب إلي من أن أعصيه فعلاً.
يا شيخي أكتب لك هذا لعلي أجد عندك من الكلمات ما تصبرني، وآسف جداً على الإطالة.