السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكلتي في الاحترام المتبادل مع أهلي في البيت وأصدقائي وأقاربي، لا يوجد فيهم من يحترمني، بالرغم من أنني كبيرة، وأبلغ من العمر 17 سنة، وأكثر ما أحبه في التعامل مع أي أحد هو الاحترام والتقدير، وعدم ذكر ما يجرحني، وبالأخص مع من أحبهم، ولكن الغريب هو أنني لا أجد هذا الاحترام.
عندي أربع صديقات، وهن نعمة عظيمة من الله تعالى، فهن ملتزمات، ومن حفاظ القرآن وأشعر بحبهم لي، وأحبهم كثيراً، وفي كل مرة نتشاجر فيها ولا أكون أنا السبب أسعى إلى حل المشكلة بالمزاح، وعدم الغضب؛ حتى لا تكبر المشكلة، وأمثل السعادة، وعند عودتي للبيت أحاول قدر الإمكان أن أبقى سعيدة، ولكن في النهاية تطغى علي مشاعر الحزن وخيبة الأمل منهن؛ فأنا لا أتشاجر بسبب غلاوة هذه الرفيقة لدي، ولا أحب جرحها، لعلها تفهم موقفي في أحد الأيام وتأتي معتذرة.
وكذلك في البيت أعامل الجميع باحترام، وفي بعض الأيام لا أجد شيئاً من الطعام، ويهون على والدتي حينما لا يبقى من الطعام أي شيء أتناوله، ولكن إذا كان هذا الموقف مع أحد إخوتي، ولم يجد الطعام، فإنها تغضب كثيراً، تستطيع أمي جرح مشاعري، وعدم الاهتمام لها، ولكن لا تفعل هذا مع إخوتي، ومن ثم تأتي وتشتكي ما حصل منهم، ودائمًا تقلق وتحزن على إخوتي، وحين أسألها لماذا لم تحزني علي عندما حصل لي نفس الموقف وأنا بعمرهم؟ تتحجج بأنني كنت قوية، وأنا لم أكن كذلك.
والدتي تهتم بإخوتي في جميع النواحي التربوية والتوجيهية والتعليمية والاجتماعية، ركزت على أخي الكبير، وعلمته أساليب الدفاع عن النفس، من تايكوندو، والدفاع بالكلام، وفي صغري لم تهتم لتعليمي أياً من ذلك، وحجتها بأنني فتاة ومكاني في المنزل، بالرغم من أن ذلك لا ينطبق على أختي الصغيرة، فقط علي، وحجتها مرة أخرى أنه مع الوقت تغير الوضع.
ومثال على شدة إهمال والدتي لي: في التعليم الابتدائي تعرضت إلى التنمر، ولم أعرف ماذا أفعل، وكيف أدافع عن نفسي، وماذا أقول! وخفت أن تعاقبني المعلمة، فتركت الطفلة تدعس على رأسي، إلى الآن لم أنس هذا الموقف، وأشعر بغضب وألم شديد، وفي تلك المرحلة تعرضت أيضًا إلى التحرش من عدة رجال، وأكثر من مرة، ولكن كنت أخاف من التحدث خوفًا من العقاب، ولأنني في نظر أمي لا أستحق ما يستحقه أخي وإخوتي.
كبرت وصار عمري تسع سنوات، ولم تعلمني والدتي كيف أرد السلام لمن يسلم علي، وكذلك أبي لا أذكر منه أي توجيه أو تعليم، كل ما أذكره وأنا صغيرة لو قمت بفعل يستحق المعاقبة في نظرهم كان يهددني بقطع رقبتي بالسكين.
ساعدوني، وشكرًا.