الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أصلح ما بيني وبين حماتي بعد أن أفسدته إحداهن؟

السؤال

وقعت في فخ زوجة أخي زوجي، حيث كنت أثق فيها ثقة عمياء، بحسب نيتي، ولا أكن لها أي سوء نية، لكن بعد حديثي معها عبر واتساب، وعلى فكرة أنا العروس الجديدة في بيت أهل زوجي، وهي امرأة أولى، ولها مشاكل كبرى مع العائلة.

كما قلت لكم: بعد حديثي معها عن الحياة زوجية وعائلة زوجي، كانت تحكي ما مر عليها مع حماتنا أم أزواجنا، وبدأت تشعل في قلبي البغض والحقد؛ على أساس أنها تنبهني منهم، وتقول لي ما يقولونه من ورائي، وحدثت مشكلة كبيرة مع زوجي على الحمل، وقال لي: يجب أن تجهضيه، مع أن عنده إمكانيات جيدة، وبوظيفة رسمية مع الدولة، ولا ينقصه شيء.

بعد مدة حللنا مشاكلنا، وزادت هي الطين بلة؛ حيث بدأت بشحني كثيراً تجاههم، وبأن أمه هي السبب، فبدأت أسبها بكلام لا يليق -وأعتذر منكم ومن القراء- من شدة قهري وحزني، وبدون أي شعور، فالشيطان وهي لعبا دورهما على أكمل وجه، وبقيت أرسل لها مقاطع صوتية عبر الواتساب، وهي تحفر لي وتخبئهم، إلى أن وقعت مشكلة مع زوجها، وبعد مشكلتهم هذه قامت بإرسال كل شيء أرسلته لها لزوجها، وزوجها أرسل ذلك لأمه، وأمه أرسلته إلى زوجي، بحكم أننا بعيدون عنهم.

بعد ذلك وعندما سمع زوجي ذلك لم يقل لي شيئاً، بل أحضرني إلى أهلي بحجة أن أزورهم، إلى أن أخبرني بما حدث وأني جرحته بكلامي، وبعدها قالت له أمه أن يطلقني، وقد قالت له هذه العبارة: (السخط أم الرضا إن ظلت لك زوجة)، وأنا يشهد علي الله أنني اتصلت واعتذرت، وشرحت لهم أسبابي، وأقسمت أنني سأتغير، وأني لن أكررها وطلقني شفوياً، وذهب وهو يبكي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله الكريم أن يبارك في عمرك، وأن يصلحك، وأن يغفر لك، وأن يردك سالمة غانمة إلى زوجك، إنه جواد كريم.

أختنا الفاضلة: إن ما وقعت فيه أمر عظيم، ولا شك أنك قد صنعت حاجزاً ضخماً بينك وبين أهل زوجك، وبينك وبين زوجك، وبين زوجك وبين أهله، بمثل هذا الكلام الذي ما كان ينبغي أن يقال، والعتب على من نقل هذه الكلمات ليس بأقل ممن قالها.

نعم لا شك أن زوجة أخي زوجك آثمة، ولا شك أنها تتحمل وزر نقل الكلام، وعدم صيانة الأمانة، والإفساد الذي حدث، لكن مع ذلك صار اللوم الآن عليك أكثر منها.

أختنا: لا نريد أن نفصل فيما مضى، ولكن نريد طرح بعض الحلول:

أولاً: التوبة إلى الله عز وجل مما حدث منك، وسؤال الله العفو والمغفرة، والإكثار من الدعاء لمن أذنبت في حقه والإكثار من النوافل.

ثانياً: أول الخيط أهل زوجك وخاصة أمه، والوصول لها وإفهامها ما حدث -من غير نقل كلام عن زوجة أخيك حتى لا تقعي فيما وقعت هي فيه، وحتى لا تفسدي ما تبقى من محاولة- نقول إن فعل ذلك يحتاج إلى وسائل متنوعة، مثل رسائل نصية منك، تعترفين فيها بالخطأ، وتطلبين منها المسامحة، وكذلك إدخال بعض من تحبهم الوالدة، وتستمع إلى حديثهم.

ثالثاً: التواصل الدائم مع الزوج أثناء فترة العدة، والاعتراف له كذلك بالخطأ، وأنك كنت مشحونة لكلام نقل دون التحقق منه، وأنك نادمة، مثل هذه الرسائل قد تجد لها صدى عنده.

رابعاً: نريد أن يتواصل الوالد أو أحد من أهلك مع الزوج مباشرة، والحديث معه، ولا بأس من الاعتراف بالخطأ على أن يجتهد أن تكون هناك فرصة أخرى.

هذا هو ما ينبغي عليك فعله مع الدعاء، ولا شيء غير ذلك، نسأل الله أن يصلح حالكم، وأن يعيد إليك بيتك وزوجك، إنه جواد كريم، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً