الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتعامل مع أبي وأمي وهما دائماً في خصام؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبراكته

أعاني من وجود شك وخلافات بين أبي وأمي، وعدم ثقة بينهما، منذ كنت صغيرة، وتربيت على هذه المشاكل، كلاهما يعاني، وأنا وأختي الكبيرة دائماً نحاول أن نصلح بينهما، رغم أن أمي طُلقت مرتين بأسباب تافهة.

أما الآن فقد بدأت المشكلة عندما خرج أبي من المنزل كي يتفادى المشاكل، وعندما خرج أبي تكلمت أمي مع أصحابه كي يكلموه ويرجعوه، لكن بعد شهر اكتشفنا أن أبي تزوج بامرأة أخرى.

أمي لم تتحمل فذهبت إلى المحكمة في البلد الذي نقيم فيه، وأبي لم يستقر مع الزوجة الثانية فطلقها، ورجع إلينا، رغم أنهم كسروا بعضاً، وذهبوا بعد ذلك إلى العمرة، كي يبدؤوا بداية جديدة، وينسوا الماضي، لكن الشك ما زال موجوداً، والثقة فقدت تماماً، ورجعوا إلى نفس المشاكل.

أبي لم يعد يتحمل الوضع، وأمي كذلك، وأنا وإخوتي خائفون أن نفقدهما أو أحدهما، لأن أبي شخص مريض بالضغط، وأمي بالقلب.

أرجو من الله عز وجل أن يوفقكم في حلٍ تنصحوني به، يريحني ويريح إخوتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آلاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك من كل مكروه، وأن يصلح ما بين والديكم، إنه جواد كريم.

أختنا الكريمة: إننا نحمد الله إليكم هذه المشاعر تجاه والديكم، ونرجو الله أن توفقوا للإصلاح بينهما، أو على الأقل التخفيف من حدة الخلاف بينهما، وتلك غايتنا أجمعين، وإننا ونوصيك بما يأتي:

أولاً: المشاكل القائمة بين الوالدين هي عرض من مرض، وقد ذكرت أحد الأمراض، وهو فقد الثقة، لكن نحن نظن أن هناك ما هو أكثر من ذلك، بالطبع لا نريد التفتيش ولا ندعو إليه، ولكن لا بد أن تضعوا في أذهانكم أن ما يظهر من مشاكل بعضها يكون له أسباب أخرى.

ثانياً: غالباً ما يتحمل الوالدان المشاكل لأجل الأبناء، فاستثمروا هذه النقطة، وأحيوا تلك الصلة الأبوية بينكم وبين والديكم، فأكثروا من الثناء عليهم، من إظهار محبتكم لهم، كل على حدة، فهذا يعد زاداً نفسياً يدفع الوالد أو الوالدة إلى التحمل.

ثالثاً: كذلك من المعينات على تقليل المشاكل بين الوالدين، تقليل المشاكل بين الأولاد، مع الاجتهاد في مساعدة الوالدة في أعمال البيت، والمساعدة في متطلبات الوالد، فإن هذا مما يساعد على التهدئة النفسية، أو على مستوى القدرة على التحمل.

رابعاً: اجتهدوا في إحياء الثقة بين الوالدين، عن طريق نقل الكلام الجيد لكل منهما، ولا بأس من اختلاق بعض الكلمات الطيبة لتنقل كذلك، فإن النفس تأنس بذلك.

خامساً: هناك دورة اسمها: فن إدارة الخلاف، وهي تُعنَى بكيفية الاختلاف في البيت الواحد دون أن تكون له انعكاسات سلبية خطيرة على الأسرة، يمكنك أو أختك أخذها، ومن ثم الحديث فيها مع الوالدين كل على حدة، المهم أن يكون بطريق غير مباشر.

سادساً: نصف المشاكل كبت نفسي، احرصوا أن تستمعوا كثيراً من الوالدين، عما يضايقه، وما يؤذيه، مجرد الاستماع مع إظهار المشاركة العاطفية، وتوجيه دفة الغضب إيجابياً، سيكون لذلك دور جيد.

حصنوا بيتكم -أختنا الكريمة- بالقرآن، فإن الشيطان متربص بالبيت، لإثارته، وذلك بتضخيم المشاكل بين الطرفين، وتوسيع الهوة بين الزوجين، حتى إذا غضبا كانا مسرحاً لتلاعب الشيطان بهما، فاحرصوا دائماً على ما يأتي:

1- المحافظة على قراءة القرآن في البيت، وخاصة سورة البقرة كل ليلة، فإن لم تستطيعوا فعلى الأقل الاستماع لها في المذياع.
2- المحافظة على الأذكار الصباحية والمسائية.
3- إبعاد ما يمنع دخول الملائكة إلى البيت، كالصور والتماثيل ووجود الكلاب.
4- الابتعاد بصورة عامة عن المعاصي.
5- كثرة الدعاء أن يهدي الله والديكم، وأن يصرف عنهما كل مكروه وسوء.

افعلوا هذا -أختنا- وإن شاء الله ستجدون خيراً كثيراً، جراء ذلك.

نسأل الله أن يوفقكم وأن يرعاكم، وأن يصلح والديكم، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً