الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أكون بارة بوالديّ وأحتمل ما يصدر منهما؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاةٌ أبلغ من العمر 14 سنةً، ملتزمةٌ بأمور دينها، ولكن هناك عائقٌ في طريقي للالتزام وهو عدم رضا والديّ، أنا فتاةٌ عنيدةٌ ومتعصبةٌ، بعض الأحيان في كل مرة أرفع صوتي على أمي أو أبي أندم وأستغفر، ولكن علاقتي مع أهلي ليست قويةً، وسطحية جداً، بمعنى لا يمكنني بعد أن أغضبهما أن أذهب إليهما وأعتذر منهما، فأنا أستحي من ذلك، وكما قلت لكم: إن علاقتي معهما ضعيفة جداً، وكلما أغضبتهما لا أعتذر منهما، ولكني أستغفر لهما وأدعو لهما، وأنا أرى هذا الشيء غير كاف؛ رغم أنني أنا المظلومة، أبي يجرحني بكلامه السيء، وأمي كذلك، ولكن ليست مثل أبي.

كان حلمي أن يكون أبي وأمي راضيين عني، ولكن كان مجرد حلم، ومن المستحيل أن يصبح حقيقةً، فماذا أفعل بشأن رضا أمي وأبي، كيف أجعلهما راضيين عني؟

أرجوكم أريد حلاً؛ أصبحت أفكر في عقلي أن مصيري جهنم؛ لأني عاقةٌ، أصبحت حياتي كئيبةً، وأنا فتاة صغيرة، أريد الاهتمام والحب، لا أعرف ماذا أفعل وكيف أرضيهما؟ أنا كل همي أن أدخل الجنة، ولكني أصبحت أقول: سأدخل النار بسبب عقوقي، أنا مدمرة بالكامل!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مسك حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولاً: يجب أن تعرفي أن مشاعر القلق والحزن التي تشعرين بها هي جزءٌ من تجربة النمو والتعلم في هذه المرحلة العمرية، البحث عن الاستقرار العاطفي والروحي والاحتكاك مع الوالدين هو أمرٌ شائعٌ في سن المراهقة.

بالنسبة للعلاقة مع والديكِ: يجب أن تعلمي أن البر والإحسان للوالدين هو أحد أهم الأمور التي يحث عليها الإسلام، ولكن ذلك لا يعني أن العلاقة ستكون خالية من التحديات.

إليك بعض النصائح التي قد تساعدك:
1. حاولي إيجاد طرق للتواصل مع والديك بطريقة هادئة ومحترمة، يمكنك كتابة رسالة إذا وجدت صعوبة في التحدث مباشرة.

2. حاولي فهم وجهة نظر والديكِ، في بعض الأحيان قد يكون لديهم ضغوطات تجعلهم يتعاملون بطريقة قاسية.

3. الصبر مفتاح الفرج، العلاقات تحتاج إلى وقت لتتحسن، والصبر ضروري للتغلب على المشاكل.

4. يمكنك البحث عن شخص حكيم في العائلة أو المجتمع ليكون وسيطاً أو مستشاراً لكِ.

5. استمري في الدعاء لوالديكِ، واسألي الله أن يصلح العلاقة بينكم.

6. الأفعال أقوى من الكلام، حاولي أن تظهري بركِ لوالديكِ من خلال الأفعال الإيجابية، والمساعدة في المنزل.

7. الاستغفار ليس مجرد كلمات نقولها، بل يجب أن يكون مصحوباً بنية التوبة والعزم على عدم تكرار الأخطاء.

نحن معجبون بحرصك على طاعة والديك، ونيل رضاهما، وسيكون لك مستقبلٌ جميلٌ طالما كانت هذه هي نيتك، ومن كان يبحث عن رضا والديه فهو يرضي الله تعالى، ومن أرضا الله تعالى كان مصيره الجنة وليس النار.

تذكري أن الله غفورٌ رحيمٌ، ودائماً هناك أملٌ في التوبة والتحسن، لا تفقدي الأمل ولا تيأسي من رحمة الله؛ فالله تعالى يعلم ما في قلوبنا ونياتنا، والتوبة والرجوع إلى الله هي أولى خطوات التغيير نحو الأفضل.

وفقكِ الله لكل خير، وجعلكِ قرة عين لوالديكِ، وأعانكِ على برهما والإحسان إليهما.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً