الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مريضة وشؤون الجامعة لم يتفهموا مرضي!

السؤال

عندي اكتئاب شديد، ومرض شديد أيضاً في العظام، حاولت أخذ إجازة من الجامعة، لكن شؤون الطلبة قالوا لي إنهم سيمنعوني من دخول الامتحان بسبب الغياب، يعني آخذ المدة المكتوبة في الورقة، وبعد ذلك حتى لو أحضرت ورقة أخرى لن أتمكن من أخذ إجازة أيضًا.

أنا تعبانة تعبًا شديدًا، وحياتي متوقفة، لا أخرج، ولا أمارس حياتي الطبيعية، لي سنتان على هذا الحال، كل مرة أدعو الله بأنه عالم بما أمر به، وأذاكر وأحصل على تقدير بفضل الله.

هل أنا هكذا مقصرة؟ أنا أدعو وأسعى وأذاكر، ولكن لا أستطيع الخروج من البيت.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نوران حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكرك على التواصل والاهتمام، والحرص والسؤال، ونسأل الله أن يجعلنا وإياك ممَّن إذا ابتُلي صبر، وإذا أذنب استغفر، وإذا أعطي شكر.

وأرجو أن تعلمي أن أشد الناس بلاءً الأنبياء، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، فنسأل الله تبارك وتعالى أن يكتب لك السلامة والأجر، وأن يعينك على الصبر، وأن يكتب لك العافية وتمام العافية.

نتمنّى أن تكون الإجراءات صحيحة، وأن تتواصلي بالطريقة المناسبة، وأن تجتهدي في دراستك، ونسأل الله أن يُقدّر لك الخير.

وأعتقد أن هناك مَن عندهم المشاعر الطيبة يمكن أن يتعاطفوا مع هذه الحالات، خاصة أن العبرة في الجامعات بالنتائج وبالمذاكرة، وبالمحصّلة النهائية، ولا شك أن كل جامعة فيها أخيار يترفّقون بالمرضى، ويُحسنون إليهم، وعليه نحن نتمنَّى أن تُسلك السبل الصحيحة -يعني القوانين الموضوعة في الجامعة، والطرائق الصحيحة ينبغي أن تتبع-، مهما كانت النتائج هذا هو الخير والأفضل، فلا نريد أن يكون في الأمر شيء يُخالف الأنظمة الموجودة، مع ضرورة أن تتفهم إدارة الجامعة الظروف المرضية، والله يقول: {ولا على المريض حرج}.

فنسأل الله أن يُعينك على تجاوز هذه الصعوبات، وأن يعوضك خيرًا، وأن يُعجّل لك بالسلامة والعافية.

ونتمنَّى كذلك أن تجدي من الفضلاء وأصحاب الوجاهات مَن يتبنَّى قضيتك، ويحقق لك الإنصاف، وهذا كله متاح كما أعتقد، ففي الناس خير، وهناك وجهاء همُّهم أن يكونوا في حوائج الناس، فنسأل الله أن يُسخّر لك مَن يُقنع الجامعة بالقرار الصائب والإجراء المناسب بالنسبة لك، وأن يرزقنا جميعًا العلم النافع والعمل الصالح، وأن يُمتّعك بالعافية، هو وليُّ ذلك والقادرُ عليه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً