الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أسيطر على شهواتي المنحرفة، وألتزم التوبة النصوح؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكم، وفي سعيكم، وثبتكم على طريق التقوى، ووقاكم همزات الشياطين، وشكراً لكم على كل شيء.

أنا بعمر 19 سنة، طالب طب، أرجوكم، وأسألكم الدعاء لي، عسى الله أن يتقبل منكم، أنا عالق في الشهوات المنحرفة منذ سبع سنوات، وكلما عصيت الله أتوب، وأقول: ربي أنقذني، واغفر لي، واهدني، وأبكي، وأدعوه في الثلت الأخير من الليل، ثم أعود إلى معصيته بعد أيام قليلة من التوبة، ثم أتوب وأفعل الذي فعلته، ثم أعود.

منذ فترة قررت التصدق بالمنحة الجامعية، وتصدقت بكل مالي، وأقول في نفسي هذه الصدقة حتى ينقذني ربي من الشهوات، ثم أعود لها، وبدأت أحفظ القرآن عند شيخ، وأتممت جزء عم، وسورة البقرة -والحمد لله-، ولكني ما زلت أعصي الله كثيراً -والحمد لله- لا زلت أتوب في كل مرة، ضعفت ولم أستطع.

أرجوكم، ادعوا لي، فإن نتائجي في الدراسة تراجعت، وأصبحت منشغلاً بهموم الذنوب، ولا أدرس إلا قليلاً، حتى مع القرآن تراجعت.

لاحظت أني كلما عصيت الله ثم تبت، وكان عندي موعد لعرض الحفظ على الشيخ يتعطل الموعد ذلك اليوم، ويقول لي الشيخ غداً، فإذا وفقني الله لإتمام اليوم بغير معصية أعرض ما حفظته على الشيخ.

كما أنني لا أقدر على الصيام بسبب الدراسة والحفظ، أريد أن أكون صالحاً لا مجرماً، أصبحت أتمنى الموت كي لا أستمر في معصية الله، كما أن صديقي رآني في منامه وأنا متجه إلى النار -جهنم-، ولا أحد غيري يدري عما أفعل، سوى الله السَّتِير.

شكراً لكم، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أنس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولاً: أنت في خير عظيم أن وفقك الله للعبادة والصلاة، والشعور بالذنب تجاه هذه المعصية، فهذا دليل على صحة قلبك ويقظته، وهذا يتطلب منك الدعاء بالحفاظ على تلك النعمة، والبُعد عن المعصية.

ثانياً: القلب يحتاج إلى تذكير دائم، ووعظ مستمر حتى لا يفتر، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ المؤمِنَ خُلِقَ مُفَتَّنًا، توَّابًا، نَسِيًّا، إذا ذُكِّرَ ذكَرَ)، ولذلك تحتاج إلى القراءة المستمرة في كتب الرقائق والإيمانيات، أو سماع دروس إيمانية.

ثالثاً: عليك بمجاهدة النفس وترويضها على بُغض المعصية، فإن النفوس كالأطفال الصغار إن دلَّلتها زادت طلباتها وتكاسلت، وإن روضتها انضبطت وسهل تقويمها، وللأسف الكثير يستهين بتلك النقطة إلا أنها في غاية الأهمية، وهي طريقة جذرية للتخلص من معاصي الشهوات.

رابعاً: عليك بالطرق البديلة في الابتعاد عن معاصي الشهوات كإشغال النفس، والصوم كذلك، قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، و من لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء).

خامساً: هون على نفسك، فإن الله سبحانه وتعالى من فضله وكرمه أنه فتح باب التوبة لكل من يريدها صادقًا، وفي الحديث: (إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر)، ففرق بين الندم على الذنب وجلد الذات بالدرجة التي تصيبك بالاكتئاب، وتدخلك في دائرة مرض نفسي، وتذكر حديثه صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ المؤمِنَ خُلِقَ مُفَتَّنًا، توَّابًا، نَسِيًّا).

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً