السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب عمري 23 سنة، تخرجت في الجامعة، وقضيت مع أبويّ فترة من الزمن، وأنا ابن وحيد لوالديّ اللذين قد فقدا عدداً من أولادهما، وهم أجنة أو في الولادة، أو في عمر أيام.
أمي كانت تتدخل في شؤون حياتي، وكانت سابقاً في بعض الأحيان عندما تغضب مني لا تتحدث معي، ولا ترد علي، ويخاف أبواي علي كثيراً، وأعيش في بلدة يكثر فيها الحسد، وكان بعض أفراد بلدتنا يحاربوني نفسياً، ويتنمرون علي، وأنا تضررت من كل ذلك ضرراً بالغاً، واضطربت حياتي، وفقدت شخصيتي وثقتي بنفسي.
ذهبت إلى أكثر من طبيب نفسي، وآخرهم هذا الشهر، وقال لي: إني أعاني من اكتئاب، ووصف لي دواء 50mg sertaquin، وأنا كنت أسمع أوامر والدتي، وأصمت، وأكتم في قلبي، حتى أصبحت أحياناً أتكلم بصوت عال في أمور لا تحتاج لذلك، ربما لأني كتمت كثيراً.
الآن أنا سافرت إلى مدينة تبعد عن بلدي ما بين 500 إلى 600 كم، وأريد أن أقضي الخدمة الوطنية في مستشفى حكومي في هذه المدينة، ومدة الخدمة عام كامل، وأريد أن أبني شخصيتي وأعيد ثقتي، وهما يريدان مني أن أقضي الخدمة الوطنية في بلدتنا.
أنا أريد أن أقضيها هنا، وأتمنى ألا تحيلوني لفتوى أخرى، لأني قرأت عشرات الفتاوى المتعلقة بطاعة الوالدين، فمن الفتاوى من فرقتم فيها بين السفر الآمن وغير الآمن، ومنها من قلتم فيه إن من العقوق مخالفة الأمر أو النهي فيما يدخل فيه الخوف على الولد من فوات نفسه، أو عضو من أعضائه، في غير الجهاد الواجب عليه، أو مخالفتهما في سفر يشق عليهما، وليس بفرض على الولد، أو في غيبة طويلة فيما ليس بطلب علم نافع أو كسب.
هناك تضارب واضح في هذه الفتاوى التي أفتيتم فيها، وآمل ألا تحيلوني إليها، لأن حالتي تحتاج لنظر، وقرأت أنه حيث نشأ أمر الوالدين من الحمق لم يلتفت إليه، لكني أفرق بين الحمق والغرض الصحيح.
لقد اضطربت حياتي من أسباب عديدة، منها ضغط الوالدة علي، وأصبحت حياتي تفتقر للاستقرار، لكن عندما أحكي وأتكلم أشعر بالراحة، وأصبحت شخصاً منعزلاً، وكثير من الذين أتعامل معهم فقدوا ثقتهم بي.
كما أعاني من التفكير الزائد، حتى إني لو جئتني واشتريت شيئاً مني وذهبت وجئت مرة أخرى بعد 15 دقائق قد لا أتذكرك.
ما حكم قضائي للخدمة بعيداً عنهما، وهما يريداني أن أقضيها في بلدتنا؟ وما حكم قولي لوالدي: لا تتدخلوا في شؤون حياتي؟