السؤال
السلام عليكم.
أعاني من مرض في القلب، وجميع الأطباء نصحوني بعدم القلق، أو الضجر وما شابه، وأمي عصبية جدًا، وذات شخصية قلقلة جدًا، ودائمًا ما تثير قلقي وغضبي، ويشهد الله أني أبذل ما في وسعي لأرضيها، وأحاول نصحها دائمًا؛ فهي قاطعة للرحم، وتؤذي من حولها، سواءً أبي، أو إخوتي، أو جيراننا، ولا تتقبل مني النصيحة، وهذا ما يثير قلقي عليها، ولا أريد أن يقبضها الله على هذه الحال.
ومنذ أكثر من 10 سنوات وأنا أدعو لها، ولكن حالها لم يتغير، على الرغم من أنها تصلي، وتقرأ القرآن، وترى أنها على الحق طالما أنها تصلي، وتقرأ القرآن.
ووالله لقد تعبت جسديًا ونفسيًا، وفعلت ما بوسعي، ولم أعد أقوى على إصلاحها، وأخشى أن أتركها على هذا الحال، فبماذا تنصحون؟
الأمر الآخر: هو أنني أعمل في مكان جيد، وراتبي مقبول -ولله الحمد- تأمّر علينا رجل ظالم أنا وزملائي، وصار ينقص من رواتبنا وحقوقنا جميعًا بلا استثناء؛ مما جعل الكل يريد ترك العمل في هذا المكان، وفعلاً الكل خرج إلا أنا، فما كان من زملائي إلا أنهم كانوا يتصلون بي ليواسونني، ويصبروني على ما أنا فيه، حتى صرت مثيرًا للشفقة بعد أن كنت قائدًا لهم؛ مما جعلني أدخل في نوبة اكتئاب، وضيقٍ شديدٍ.
أنا أصلي جميع الصلوات، وأقوم الليل، وأتصبر به، ومواظب على حفظ كتاب الله، والورد اليومي، ولكن مع استمرار الظلم، والمواساة، والضغوطات أصبحت مشوشًا، ولا أستطيع العمل كالسابق؛ فأنا أشعر بأني لا أتلقى التقدير الذي أستحقه، مع راتب ضعيف، حتى صلواتي لم أعد أستلذ بها، ووصلت لمرحلة أصبحت أبكي من هذا الضيق، فكيف سأخرج من هذا الكرب والضيق؟
لم أعد أدعو إلا بأن يرزقني الله كما كان في بداية الأزمة، وصار لساني حرفيًا يتحجر عند هذه الدعوة، وأنتقل منها إلى دعوة أخرى بالصلاح، ونيل نعيم الآخرة، وأعتقد أنني لا أريد الإلحاح في دعوة الرزق وأنا غير موقن بالإجابة، فيكون هذا سوء ظن بالله.
طلبت من أصدقائي أن يبحثوا لي عن أي عمل، في أي مكان، ولا ألح في ذلك؛ من باب أن من يستعفف يعفه الله.
تحولت إلى الانطوائية الشديدة؛ مما أدى ذلك إلى تعب في جسدي، مع إرهاق، وعدم رغبة في تناول الطعام، وأصبحت لا أرد على اتصالات والدي وزوجتي؛ خشية سماع أي مشكلة أخرى، فلم أعد أستطع تحمل شيء.
أنا على هذا الحال منذ عدة أشهر، وأدعو بكل دعاء قد يكون سببًا في تفريج الهم، وأستغفر أكثر من 5000 مرة في اليوم، وأصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأصلي النوافل، وأغض بصري، ولا أسمع الأغاني.
بارك الله لكم على سعة صدركم، وأسألكم الدعاء بظهر الغيب، والنصح.