السؤال
السلام عليكم
كيف أتخلص من العشق والتعلق؟ وهل سأنسى؟
أود سماع ما يثبت فؤادي من قصص التابعين؛ لعل ذلك أن يخفف عني لأنسى هذا العشق، هو حب نقي نشأ في فترة عقد القران، وآلت الأحداث والمشاكل بين والدي وزوجي لفسخ العقد.
موعد عرسنا كان محدداً بعد شهر، ووالداي وضعا حداً لهذه العلاقة بدون استشارتي، أو إعطائي الحق في الكلام، وإن جئت أتحدث وأدافع عن نفسي أجدني فتاة عاقة في نظرهم، وأذل نفسي، وقيمتي؛ وهذا كله بسبب أن زوجي حينما خطبني، قال: راتبي كذا، ومعي بيت كذا.
بعد عقد القران اتضح أن لديه قرضاً ربوياً بنصف راتبه، والبيت باسم أمه، وينوي الدخول بقرض آخر، وهناك قرض بفائدة ربوية قليلة، يعطى في بلدنا للأساتذة الذين ليس لهم أملاك باسمهم، مع أن إخوته كلهم لا يفعلون ذلك.
أنا بالنسبة لي سامحته، لأنه أخفى هذا الأمر، ثم لأنه وعدني أنه لن يأخذ أي قرض بالمستقبل، لأني أحبه، ثم لأنه شخص صالح لم أر منه عيباً، ولا يدخن ولا يسب، وهو بار بوالديه، ويعاملني مثل الأميرة.
لست مستعدة أبداً لهذه الإجراءات، فإنني بين نارين، ووالداي أخذا قرارهما النهائي؛ لأنه وعدهما بإرجاع البيت باسمه، ليؤكد أنه لن يأخذ القرض، والآن تراجع عن الوعد، يقول: لا تفرضوا علي أمراً.
كذلك رأيت رؤيا، ولأول مرة أرى بحياتي رؤيا كهذه، وبالفصحى، رأيت أني كنت في حديقة، فقابلني رجل، وقال لي: ألا أدلك على خير ما نطقت به الألسن، فقلت له ما هو؟ قال لي: دعاء فيه عظمة وحكمة، قلت له ما هو؟ قال: قولي: (رب ابن لي عندك بيتاً في الجنة)، ثم قال لي: أتعلمين الحكمة من هذا الدعاء؟ قلت له: أي شيء وصانا به الله ورسوله عليه الصلاة والسلام فيه حكمة، فقال لي: لا يجب أن تعرفي الحكمة من الدعاء.
استيقظت وكانت الساعة الرابعة، وإذا بمؤذن الفجر يؤذن، وصليت، وبحثت عن حكمة الدعاء في الانترنت، وإذا بي أجده أنه دعاء ورد بالقرآن، وهو دعاء آسية امرأة فرعون، آسية اختارت الجار قبل الدار، اختارت الرفيق الأعلى، وفضلت بيتاً في الجنة لم تره بعينيها قط، فضلته عن مال وجاه وقصور فرعون.
فسرت حلمي أنه تثبيت منه سبحانه أن أعمل لآخرتي بصالح العبادات، والله سيعوضني عن كل شيء في الآخرة.
أنا أقول هذا الزواج بمن أحب، الزواج بالرجل الذي أخذ مني عقلي وشغاف قلبي، سيقربني منه سبحانه، وسأحصن نفسي، وأحصن زوجي، وإن كنت مطيعة لزوجي سأدخل الجنة.
قال لي: تعالي لبيت زوجك في موعد العرس، ثم إن والديك سيسامحانك!