الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أتعرض للإيذاء من قبل امرأة فاسدة وأهلي لم يقفوا معي!

السؤال

كيف أتخلص من امرأة:
1- متزوجة، ولديها أبناء.
2- تتبع الشعوذة، وحاولت إيذائي بمختلف طرق الشعوذة والسحر.
3- تهددني بالقتل، وحاولت قتلي سابقاً، وطردي من بيت أهلي في منتصف الليل.
4- دائماً تقول إنها تغار مني وتحسدني.

توجهت لأهلي و-للأسف الشديد- يزيدوني اضطهاداً وظلماً فوق ظلمهم السابق.

حقيقة الأمر ما زلت أعاني، ولا أنام الليل، وبلغت من العمر ٣٥ عاماً، والسبب الرئيسي في إيقاف مستقبلي هم أهلي وقريبات لهم.

أنا آنسة غير متزوجة، لا أرغب بالزواج، ولكن لدي طموح بأن أكمل تعليمي وأنجح مهنياً، وكلما تقدمت لفرصة عمل، أو منحة دراسية، أجد الفساد منهم، إما بتشويه سمعتي، أو إحداث مشاكل بلا سبب، وأحياناً كنت أنام في غرفة ينزل فيها ماء في الشتاء، ومثلجة جداً.

لا أعرف ماذا أقول؟ فما حدث لي كثير، وأنا أصبر فقط؛ لأنهم أب وأم، ولكن ماذا عن قريباتهم اللواتي يعملن في السحر لإلحاق الضرر بي، وتصويري دون علمي، ونشر صورتي؟

أريد أن أتخلص من هذا المستنقع، ولا أنكر أحياناً أني أتطاول بلساني على أهلي دفاعاً عن نفسي من شدة القهر، فأواجههم بأخطائهم، ولكنهم بارعون في التمثيل، ويريدون كتم أنفاسي، وكثيراً ما سمعت أحاديث بينهم بأن ولادتي غلطة، وكانت أمي تفتخر بين أقاربها وصديقاتها بأنها كانت تنوي إجهاضي، وأنها تكرهني حين علمت أنها حامل بي، وينسون كل خير أفعله لهم، ويتهمونني كثيراً بالباطل، وقد اتهمني ابنهم في شرفي.

حسرتي كانت في أب وأم أرادوا التخلص مني بأي وسيلة، وحاولوا أخذ مالي لابنهم؛ لكنني لم أسمح لهم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -بنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام، والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يحفظك، وأن يهدي أهلك والجميع لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلَّا هو.

لا حلَّ أمامكم للتخلص من الفاسدة وأهل الفساد ومن أهل المكائد والأشرار والسحرة إلَّا باللجوء إلى الذي بيده ملكوت كل شيء، واعلمي أن هذا الكون ملْكٌ لله، ولن يحدث في كون الله إلَّا ما أراده الله: (وما هم بضارين به من أحدٍ إلَّا بإذن الله)،

وعليه فنحن نوصيك:
- أولاً: بالدعاء واللجوء إلى الله تبارك وتعالى.

- ثانيًا: بالمواظبة على أذكار الصباح والمساء، وقراءة سورة البقرة التي لا تستطيعها البطلة، واعلمي أن محافظة الإنسان على أذكار الأحوال التي علّمنا إيَّاها رسولنا في الصباح، وفي المساء، إذا أكلنا، إذا شربنا، إذا نمنا، إذا استيقظنا، إذا دخلنا، إذا خرجنا، فيها -بعون الله تبارك وتعالى- العلاج ممَّا سبق، والوقاية ممَّا هو آتٍ من الضر، والأمر بيد الله تبارك وتعالى.

- ثالثًا: نتمنَّى أن تُخففي الصراع بينك وبين أهلك، وتجاوزي الأمور الصغيرة، واستيعني بالله تبارك وتعالى، ولا تُقصّري في بِرِّهم، خاصة الآباء والأمهات، حتى لو حصلت منهم الإساءة، فأنت لا تتعاملين مع زملاء، إنما تتعاملين مع والد ووالدة.

مرة أخرى نؤكد أن السحرة لا يفلحون، كما قال ربنا: (ولا يفلح الساحر حيث أتى)، (ما جئتم به السحر إنَّ الله سيُبطله إن الله لا يُصلح عمل المفسدين * ويحق الله الحق بكلماته ولو كره المجرمون)، وليس المهم أن يُعمل لنا شيء، ولكن المهم أن نوقن أنه (لن يُصيبنا إلَّا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون).

اعلمي أَنَّ الأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ ‌ليَنْفَعُوكِ بِشَيْءٍ لن ينجحوا ولَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَك، وإنِ اجتهدوا وخططوا وكادوا واجْتَمَعُوا ليَضُرُّوكِ بِشَيْءٍ لَن يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْك، رُفِعَتِ الأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ، وجَفَّ الْقَلَمُ ‌بِمَا ‌أَنْت ‌لاقية، فاستعيني بالله وتوكلي عليه.

فهمنا من الجزء الأول أنك تشتكين من امرأة فاسدة، ونقول لك: حافظي على نفسك، ابتعدي عنها، وابحثي عن رفقة صالحة، واحذري من ممارساتها السيئة التي لا تليق بالمسلمة، وسلي الله الإعانة على ذلك، في حين أن الأهل عندما شكوت لهم أنك لم تجدي منهم النصير، ولم تجدي عندهم المعين.

أرجو أن نعرف أسباب هذا الذي يحدث، فإن الإنسان بالعادة إذا جاء لأهله مظلومًا فإنه يجد مَن يقف معه، وعليه: نحن ننصحك بأن تنظري في الخالات والعمَّات والصالحات مَن يمكن أن تقف معك وتُؤيّدك وتُناصرك، فالإنسان دائمًا ضعيفٌ وحده، لكنّه قويٌّ بعد الله بإخوانه، وستكونين قويّة بعد الله بأخواتك الصالحات.

نسأل الله أن يوفقك وأن يرفعك عنده درجات، وأن يُقدّر لك الخير حيث كان، وأن يبعد عنك الشر وأهله، وأن ينصرك ولا ينصر عليك، ويمكر لك ولا يمكر عليك، ويهديك وييسر الهدى إليك، وينصرك على من بغى عليك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً