الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بضيق واكتئاب لإدماني العادة السرية، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا طالب جامعي بدولة ليست عربية، ويوجد الكثير من مضلات الفتن التي أراها دائماً، من النساء المتبرجات، اضطررت للتخلص من فتنة النساء باللجوء للعادة السرية، والآن أشعر بضيق وكآبة وقلق بسببها، ولا أستطيع تركها، فكلما أنوي تركها، فإذا بي بعد فترة أرجع لممارستها.

أرجو أن تفيدوني للتخلص منها، وهل يوجد علاج دوائي يقلل الشهوة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ali حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ولدنا الحبيب- في استشارات إسلام ويب.

أولاً: ندعو الله تعالى لك -أيها الحبيب- فنسأله سبحانه وتعالى بأسمائه وصفاته أن يعفّك بحلاله عن حرامه، وأن يجعل لك فرجًا ومخرجًا ويُسرًا.

ثانيًا: نحن وإن كنا نُدرك -أيها الحبيب- مدى المعاناة التي تعيشها، ويعيشها أمثالك من الشباب في تلك البيئات التي وصفتها، إلَّا أننا في الوقت نفسه نعلم يقينًا أن أجر من صبر وجاهد نفسه أجرٌ كبير، ومنزلته عند الله تعالى منزلة عظيمة، فـ (الأجر على قدر المشقة)، هذه هي القاعدة الشرعية التي دلت عليها آيات القرآن الكريم وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، فقد قال صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها: (أجرك على قدر نصبك)، فاصبر واستعن بالله ولا تعجز.

ثالثًا: أنت مطالب -أيها الحبيب- بأن تأخذ بأسباب الاستعفاف، ما استطعت إلى ذلك سبيلاً، فاستعن بالله، وخذ بالأسباب، وستصل إلى النتائج المرضية -بعون الله-.

- أوّلُ هذه الأسباب: حفظ الحواس عن المثيرات، فغض بصرك ما استطعت، واحفظ نفسك عن سماع المُهيِّجات.
- ومن ذلك: إدمان الصيام، (فإنه وُجاء) كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، أي بمنزلة الخصاء، فأكثر من الصيام ما استطعت، فهو يقلل الشهوة إن لم يقتلها.

- من ذلك أيضًا: الإكثار من مجالسة الصالحين والطيبين، والاشتغال معهم وبهم، فيما ينفعك في دينك ودنياك.
- من ذلك: ممارسة الرياضات البدنية التي تُرهق البدن وتُتعبه؛ بحيث إذا جاء وقت النوم وجدت نفسك محتاجًا للاستلقاء والنوم سريعًا.

هذه الأدوات وأمثالها -أيها الحبيب- هي شُغل للنفس، والنفس إن شغلتها بالحق صرفتها عن الانشغال بالباطل، فإنها لا بد وأن تعمل وتشتغل بالأفكار، ثم تنفيذ هذه الأفكار، وكما قال الشافعي رحمه الله: (هي النفس إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل).

- قلل الاختلاء بنفسك ما استطعت إلى ذلك سبيلاً، ونحن على ثقة من أنك إذا فعلت هذه الأسباب، وتوجتها بسؤال الله تعالى والاطراح بين يديه، والتذلُّل له، ودعائه باضطرار أن يعفّك، وأن يُسهّل لك التقوى، وأن يُجنّبك الوقوع في الفجور والمعاصي، وأن يحفظك، ولزمت أذكار الصباح والمساء، والأذكار، وذكر الله عمومًا؛ فإن الله تعالى سيُعينك، فإنه لا يخذل عبده إذا لجأ إليه، فنحن نعبده وبه نستعين، فاطلب العون من الله تعالى على العفة، وسيُعينك الله.

أمَّا ما ذكرته -أيها الحبيب- من مسألة الاستمناء وممارسة العادة السرية: فإن أكثر العلماء على تحريمها، ولكنهم يحرمونها عندما لا يضطر الإنسان إليها، أي: حين لا يخاف على نفسه الوقوع في الزنا، أمَّا إذا خشي الوقوع في الزنا -والعياذ بالله- فإنه يرتكب أدنى المفسدتين، وهذه العادة لا شك أنها تحمل أضرارًا جسمية كثيرة، كما يُرشد إلى ذلك الأطباء؛ ولذلك فالخير كل الخير في الأخذ بالأسباب التي وصفناها لك من قبل، فاستعن بالله ولا تعجز، وسيتولى الله تعالى عونك.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن ييسّر لك الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً